2014-11-11 • فتوى رقم 70087
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الموضوع: فتوى بخصوص ميراث.
لا أعلم كيف أدخل بالموضوع، لكن أنا شاب متزوج عمري 31 عاما،
أشعر أني تعرض لظلم من الإخوة بخصوص الإرث، ولجأت إليكم للحصول على فتوى أرغب بطباعتها، وأن أريها لإخوتي بخصوص ما يفعلون، رجاء الرد على استفساري بأدلة من القرآن والسنة أيضا، لأستطيع أن أريهم أخطاءهم التي يوقعون بها مستندة بالقرآن والسنة.
اعتذر عن الإطالة وسأدخل بالموضوع.
توفي أبي منذ 3 سنوات تقريبا، وأمي توفيت منذ سنة ونصف تقريبا، و تركت أمي مبلغا من المال والمجوهرات، لي أختين ليستا متزوجتين أكبر مني بالسن، قاموا بدخول غرفة أمي والتصرف بالأموال والذهب بسرية دون إعلامي بذلك، حيث قاموا على حسب كلامهم بتخبئة الذهب الذي أنا لا أعلم للآن ما قيمته مع أخت ثالثة لي، أما بالنسبة للمال قاموا بصرفه دون إذن مني أو إعلامي بذلك، بالرغم من وضعي المادي الحرج، وقاموا بإنفاق الآلاف منه بإصلاح بيتهم بحجة أنه بيت العائلة، وبحجة أن هذا العمل يرضي أمي بعد وفاتها، حيث قاموا بإعمار بيتهم الذي هو بيت أمي وأبي وهذا البيت اعتبروه لهم، مع أن البيت مسجل باسم أبي؛ بحجة أنهم هم من كانوا يعطون النقود لأمي وأبي قبل وفاتهم، وبحجة أنهم الأحق بهذا المال بعد وفاتهم، هكذا حللوا لأنفسهم! أنا أعلم أنه إذا أنا أعطيت مالا لشخص عن طيب خاطر أصبح ملكه صح؟ وهم كانوا يعطون أهلي المال كل شهر كنوع من الدعم لأمي وأبي، والآن قاموا بالتصرف به دون إعلامي بذلك وإعلام باقي إخوتي، أحيانا يشترون لي بعض الأمور على أساس أن ثمن هذه الأمور منهم وليس من مال أمي وأبي! (يرضونني بالقليل) ولا يعترفون أنه على حساب الإرث.
هل هذا يجوز بالشرع لهم؟ هل أفعالهم صحيحة أم ضلال؟ هل يحق لهم التصرف بالمال حسب ما هم يروه مناسبا حسب ظنهم؟ وهل لديهم الحق أن يأخذوا الهدايا التي كانوا يعطوها لأمي وأبي بعد وفاتهم على أساس أنهم أحق بها؟
رجاء كتابة فتوى مفصلة بذلك، ومدى حرمة ذلك بالاستشهاد بالقرآن والسنة لكي أريهم إياها،
ملاحظة: علمت ما يفعلون من ورائي بأسلوبي الخاص، دون أي اعتراف منهم بذلك، وإلى الآن يماطلون موضوع الإرث.
ولكم جزيل الشكر.
أخوكم: إياد من فلسطين.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإن مات الميت فماله لورثته بالمقادير المحددة في الشرع، بعد وفاء الديون وتنفيذ الوصايا الصحيحة ‘ن وجد شيء من ذلك، وليس لأحد الورثة أن يغتصب حق أحد، ولا أن يمنعه من حقه، والهبة التي أخذها (المتوفى) في حالة حياته هي من جملة أمواله، ولا يجوز للواهب أخذها منه، فعلى أخواتك أن يتقين الله تعالى، روى البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (( مَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ مَظْلِمَةٌ لِأَخِيهِ فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهَا، فَإِنَّهُ لَيْسَ ثَمَّ دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ، مِنْ قَبْلِ أَنْ يُؤْخَذَ لِأَخِيهِ مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ أَخِيهِ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ)) ثَمَّ: هناك في الآخرة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.