2014-11-16 • فتوى رقم 70181
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نحن عائلة متكونة من 9 أفراد 5 ذكور و4 إناث، أنا الابن الأوسط 30 سنة، أبي وأمي على قيد الحياة، نسكن في منزل به فناء، قام أبي بالتنازل عن الفناء لمصلحتي سنة 2012 وهو موثق باسمي، قام أبي في الأول بعرض الفكرة على 2 من إخوتي الكبار فرفضا بحجة الميراث، أحس أنا أخي الأكبر 38 سنة لم يعجبه الأمر رغم أنه متقاعد ومتزوج وله ابنان ويسكن لوحده في منزل ذو ملكية، أخوي الآخران 34 سنة (عامل وخاطب وله مسكن قيد الانجاز) و19 سنة (يدرس) فلم يعترضا، أما المتبقي فصغير 11 سنة، أما الإناث 36 31 27 17 سنة فلم يعترضوا (متزوجات وواحدة مخطوبة)، علما أني كنت أدرس الطب ومرتبط بعقد شرعي في 2012، أما الآن فأنا متزوج وأنتظر طفلا ومتخرجا حديثا وبدون عمل (أعيش بمنزل للكراء)، لقد قمت في هذه الفترة ببناء هذا الفناء ماعدا السقف، هل تعتبر هذه هبة وهل أبي على حق فيما فعله بالنظر إلى ظروفي، هل تعتبر هذه الأرض ملكا لي، إن كان العكس فماذا أفعل؟
أفتوني جزاكم الله خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فما وهبه أبوك لك، فهو لك من دون إخوتك، فللإنسان العاقل البالغ الرشيد أن يهب ماله لمن شاء، فإذا وهبه له وسلمه إليه نفذت الهبة، وليس لغيره استرداده بعد ذلك، ولكن يكره (تحريماً) للمسلم تفضيل بعض الورثة على البعض في الهبة دون مبرر، وله تفضيل البعض على البعض دون قصد حرمان الباقين إن كان لسبب، مثل فقر البعض أو كثره بره أو تقواه، أو إعاقته، وفي جميع الأحوال لا بأس بالتفضيل إذا رضي الورثة بذلك، فعلى الأب أن يعدل في هبة أولاده جهد الاستطاعة، ولو أعطى أحدهم أكثر من الباقين لسبب معتبر كفقره أو إعاقته أو مزيد بره...
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.