2014-11-18 • فتوى رقم 70269
كنت مغتربا وتزوجت من كتابية، والحمد لله بعد سنوات أسلمت، ورزقت منها بنتا وولدا، وعندما بلغت البنت سن الثانية عشر عدت بهم إلى الوطن؛ لينشئوا في جو مسلم، بعد أربع سنوات، وبحجة أن الأم تريد زيارة الأهل ذهبت بهما ولم تعد، وأرسلت أوراق الطلاق، مما اضطررت أن أذهب خوفا على تربية الأولاد، وأبت أن تعود، وشعرت بالعداء منهم، وخاصة من الأم والبنت، ولا أدري ما السبب، مع أني لم أكن مقصرا بحقهم ، وشعرت أنها لا تريد الطلاق، بل نبقى منفصلين، وظني أن ذلك سببه البنت والتي أبت أن تتكلم معي وتوقفت على أن تناديني كما ينادى الأب منذ كنا في الوطن، حيث إذا أرادت أن تسألني شيئا تأتيني وجها لوجه حتى لا تنادي بابا، ولو من مسافة قصيرة، وفي إحدى الليالي (والبنت الآن في الجامعة) أتتني الأم تشكيها لي أنها ذهبت مع أحدهم ( عربي) وتأخرت في العودة، وعرفت بعد حين لم تكن المرة الأولى، وأخفت عني كل هذا وهي تعرف أني لن أسمح بذلك أبدا، حاولت أن أتكلم مع البنت وهي تعرف أني شديد الحرص في هذه الأمور وأبت أن تتكلم معي، ونادت لي الشرطة أربع مرات في أوقات مختلفة، وعندما شعرت إصراري تزوجت منه على يد شيخ مسجد ثان، بعد أن رفض شيخ المسجد الأول إلا بوجود الأب، فأخبروا الثاني: كذبا أن الأب ليس موجودا، وهو في بلد بعيد وقرية صغيرة، ليس فيها تلفون ولمدة سنين لم أتكلم معها، وبعد أن أنجبت الولد الثاني رغبت أنا نصفي الأمور وزرتها وحاولت، لوجه الله، كأن شيئا لم يكن، مع غضبي الشديد بسبب تهاونها في حد من حدود الله، ولكن خفت أن أكون من الذين يقطعون ما أمر الله به أن يوصل، لكن رأيتها بقيت على عنادها الأول ألا تناديني كما ينادا الوالد، بل كما كانت تعمل من قبل، وهذا يؤلمني، فقررت مقاطعتها نهائيا، فهل يجوز ذلك?
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا تهجرها ولا تقطعها، ولك أن تجعل علاقتك بها رسمية في حدودها الدنيا، وأسأل الله لك التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.