2014-11-23 • فتوى رقم 70352
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوع يخص الإرث.
فجدتي (أم أبي) لديها ثلاثة أبناء، وثلاث بنات، وإحدى البنات متزوجة من رجل يدعى جميل، ولجميل أخ اسمه سلمان، وهو عضو كبير في حركة فتح، والمسير العام لأعمال محمد دحلان، وأيضا هو ظالم جدا، ومشهور بين الناس بسوء الخلق، وانعدام الإيمان، ويبلغ من العمر 65 سنة.
قامت عمتي زوجة جميل بالذهاب لأصغر أعمامي لتخطب منه ابنته لابنها، فعمي تعلل بأن ابنته تريد إكمال دراستها ورفض، وبناء عليه قامت عمتي بالمطالبة بحصتها الإرثية من إرث أبيها المتوفى، حيث إن كل أملاكه محصورة في رفح جنوب قطاع غزة، في المنطقة الشرقية، ولا تبعد عن بعضها البعض إلا مسافات قليلة، ولا يوجد لها ميزة بالسعر ولا المكان، حيث إن كل منطقة رفح عبارة عن أرض جرداء صحراوية، ولم يعلم أبي إلا حين قامت عمتي بتوكيل سلمان، وجاء إلى أبي في المنزل يقول له (أنا اشتريت حصص إخواتك وأريد الحصص)، كان رد أبي على سلمان أن أبي يرحب بإعطاء أخواته حصصهن الإرثية، اتفق أبي مع أعمامي على أن يذهبوا إلى قطعة أرض كبيرة تناسب حصصهن الإرثية، ويسلموها لهن، ويدفعوا مبلغا نقديا كإضافة حتى يكون الإرث كاملا، لكن جميل أخ سلمان (زوج عمتي الكبرى) رفض هذا التقسيم، وقال بأنه يريد أن يأخذ حصة في كل قطعة أرض، هنا قام أبي عن طيب خاطر وقال إن شاء الله نرجع لنتشاور ونرى، وحينما عاد أبي إلى المنزل (ونحن نسكن في مدينة غزة تبعد عن رفح 40 كم) وكان وقت الغروب، ففوجئ أبي باتصال من سمسار يقول لأبي بأن جميل قد باع دونم أرض من الأرض التي كان أبي وإخوته يريدون تسلميها للبنات، وهنا أبي اضطر أن يرجع مع أعمامي لرفح لكي يستوضحوا القصة، ووجدوا الشاري والذي قال لهم إنه اشترى، فرجع أبي وأعمامي للمنزل، وفوجئنا بصباح اليوم التالي تحديدا الساعة الثامنة باتصال ثاني من السمسار، يقول لأبي: بأن جميلا قد باع دونم ثاني من قطعة أخرى، وهنا ذهب أبي وأعمامي لرفح ولكن أيضا لقلة ذات اليد لم يستطيعوا أن يسترجعوا الدونم، وهنا أبي وأعمامي أرسلوا إلى جميل أحد الأشخاص يستفسر منه عن الذي يفعله بدعم من أخيه السيء سلمان، فقال جميل بأنه سوف يقوم ببيع كل أملاك جدي فقط عنادا لأعمامي - بسبب الحسد والغيرة حيث إن أبي وأعمامي متعلمين وموظفين- فقام وقتها أبي وأعمامي بالذهاب لرفح وقابلوا العائلة التي اشترت الدونم الثاني بأبخس الأثمان حيث أن سعره يساوي 30 ألف دينارا، ولكن جميل باعه ب 15 ألف دينارا بحجة أن عليه مشاكل، وقامت العائلة المشترية باستدعاء وجمع كل من أعمامي وأبي مع جميل وزوجته وعمة أخرى لي، وقال أبي لهم: بأنه كان ينوي إعطائهم حقهم الشرعي، ولكنهم أفسدوا كل شيء بأسلوبهم وإهانتهم لكرامة أبي وأعمامي أمام الناس، وطالب أبي بأن يتم تسليم المبلغ النقدي لأخواته أمامه وأمام أعمامي من قبل المشتري؛ ليتأكدوا بأنهن يوافقن على هذه الطريقة، وبالفعل تم هذا، وكان كل ما جنوه عماتي من هذا هو سبعة آلاف دينارا فقط، والخصام مع إخوانهن، حيث إن سلمانا أخذ مبلغا ماليا بحجة أنه هو السمسار لهم، وأيضا مجموعة من عصابة سلمان.
وكانت آخر أحداث القصة، بأن قام سلمان بعرض كل إرث جدي لعائلة مشهورة برفح، وكان مختار العائلة أمين وقال له لن أشتري حتى أعرف أين زوجة المتوفى، فقال له سلمان بأنها عمياء صماء فاقدة للذاكرة، ولا تمشي، يقصد جدتي، والتي كانت بكامل صحتها، فأتى الرجل لزيارتنا وطلب رؤية جدتي وقال لها: بأن سلمان يريد أن يبيع الأرض كلها ونصحها بأن تعمل شيئا، وبناء عليه قامت جدتي بإعطاء الأمر ببيع كل الذي تبقى من إرث جدي وأخذت أمواله وقسمته بين أولادها الذكور وأعطت البنات لكل واحدة مبلغ ألف دولارا، وتفاجأنا بعد ذلك بأن سلمان قد جن جنونه، وقام مع عصابته بمحاولة لبيع أرض جدتي الحية، بحجة أنه أخذ توكيلا من البنات، وأنه وكيلهم الشرعي، فقامت جدتي باستدعاء محامي، وقامت بتسجيل كل إرثها بأسماء الذكور، بيع شراء؛ حفاظا منها على حق أبي وأعمامي من سلمان السيء، وبعد ذلك قام سلمان بإرسال عصابة لنا واعتدت بالضرب وإطلاق النار علينا، وأصابنا وسالت الدماء منا، وكان من ضمن أفراد العصابة أبناء سلمان وأبناء عمتي، ولكن نحسب كل هذا عند الله، والحمد لله بعد أن استلمت حكومة إسماعيل هنية كافة مقاليد الحكم في غزة لم يعد سلمان يتجرأ بأن يتعرض لنا، وبالعكس فقد قامت الشرطة بفرض غرامة كبيرة عليه لأنه كان قد اختلس مبلغا يقارب 100 ألف دولار من خزينة وزارة الأسرى أثناء عمله.
وسؤالي لفضيلتكم هو: ما حكم أبي وأعمامي من كل الذي جرى؟ وهل عليهم إثم؟ وهل جدتي أخطأت بأن حفظت حق أولادها من رجل لا يخاف الله؟ وفي فترة كانت شديدة السوء في غزة تحت حكم دحلان.
انتظر رد فضيلتكم.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا إثم على جدتك فيما فعلت بما أنها أرادت حفظ المال فقط، وحمايته، ولا إثم على أعمامك فيما فعلوه، وأنصح الجميع بتقسيم التركة وإعطاء كل ذي حق حقه، لئلا تتشابك الأمور مجددا، وأسأل الله لكم التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.