2014-11-24 • فتوى رقم 70379
السلام عليكم
لقد كان لدي مشروع وكنت أبحث عن تمويل لمشروعي بمشاركة الأرباح، حيت أعطي 20% من الأرباح، فبعد أن عملت دراسة جدوى لمشروعي، وجدت: أن ميزانية المشروع هو: 70000، أما الربح السنوي للمشروع: 144000، أما نسبة 20%: 28800، إلا أني لم أجد إلا البنوك الربوية، لأن بلدي لا تتوفر على البنوك الإسلامية، فلما طلبت قرضا ب 70000 لمدة 10 سنوات لاسترجاع القرض، فطلبوا مني ما يلي: نسبة الفائدة: 3%، الأداء السنوي: 6759.3، المجموع الكلي: 81,111.60، فأخدت القرض على أساس أن أشاركهم في أرباحي، علما أن أرباح 20% تفوق الفائدة المطلوبة، فبعد سنة من العمل وجاء وقت الدفع أعطيتهم ذلك الربح 28800، على أساس أنهم سيشاركون الأرباح، وبعد أن طلبوا مني أن المبلغ أكثر من المطلوب فشرحت لهم أني مشروعي نجح وأنا أشرككم أرباح 20%، فوافقوا على أن يشاركوني الرباح، علما أن الأرباح غير ثابتة إلا أنها أكتر من مما طلبوا مني، أريد أن أسأل: ما حكم العمل الذي عملت هل دخلت في الربا؟ وماذا أفعل إذا وقعت في الربا لكي تقبل توبتي؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فذلك ربا محرم، وليس شركة، فهل يرضى البنك أن تأتي يوما ما فتقول له: لقد خسرت الشركة، وضاع مالك؟! وهل يقبل منك أقل من الفائدة التي فرضها عليك إن كانت الأرباح أقل منها؟!
ولا يجوز أخذ قرض بفائدة للنهي عن ذلك بقوله تعالى: ﴿وَأَحَلَّ اللهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا﴾ [البقرة:275]، والربا من أشد المحرمات عند الله تعالى، وقد أعلن الله الحرب على آكلها، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ الله وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ ...﴾ [البقرة:278-279]، ولا يباح الربا إلا لضرورة، وهي خشية الهلاك بدونه، وعدم وجود طريق آخر لدفع الهلاك.
وعلى المتورط في ذلك أن يسارع إلى سداد القرض الربوي كله، ويبذل في ذلك كل وسعه، ولو ببيع شيء مما يملكه، مع التوبة النصوح والاستغفار، والعزم على عدم العود لذلك في المستقبل، والتوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحو الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: ﴿إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً﴾ [الفرقان:70].
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.