2014-11-24 • فتوى رقم 70384
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
يعرف الطهر عند المرأة من الحيض إذا كان هناك جفاف، أو نزول القصة البيضاء، والأمس كنت قد عرفت جفافا، إضافة إلى أني وضعت منديلا أبيضا فخرج به سائل أبيض لزج، فقلت: إنها القصة البيضاء -علما أنني ممن لا يرون القصة البيضاء- فقمت بالاغتسال، ولكن اليوم رأيت صفرة، وبعدها تم نزول نفس السائل، فهل يلزم علي الغسل مرة أخرى؟ علما أنني بالأمس لم ينزل مني أي شيء، وهل ذلك السائل بالأمس علامة الطهر؟ أفيدوني جزاكم الله خيرا؛ لأني أعاني من وسواس دمر كل حياتي، وهل أعمل بقول أم عطية رضي الله عنها كنا لا نعد الكدرة والصفرة بعد الطهر شيئا؟ وهل أقضي صلوات اليوم؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإن نزلت الصفرة قبل مرور عشرة أيام على بدء الحيض ثم انقطعت ولم تستمر بعد العشرة فهي من الحيض، فكل لون غير الأبيض الصافي تراه المرأة في موعد حيضها، إذا استمر (ثلاثة أيام)، وانقطع دون أكثر مدة الحيض (عشرة أيام) يعد من الحيض، ولذلك لا تصلي ولا تصوم (ولا يجوز لزوجها أن يجامعها) حتى ينتهي الحيض، وما سوى ذلك استحاضة، والاستحاضة حكمها حكم البول فتغتسل المرأة (المستحاضة) في نهاية الحيض، ثم تتوضأ كلما انتقض وضوؤها أو خرج منها الدم، وتصوم وتصلي.
فإذا زاد الدم عن عشرة أيام، وكان في السابق ستة أيام (مثلاً)، فتعد الأيام الستة الأولى حيضاً والباقي بعدها استحاضة.
وإذا انقطع في اليوم السابع أو الثامن أو التاسع أو العاشر، فيعد كله حيضا، وتعد عادة المرأة قد تغيرت.
ثم أقل الطهر بين الحيضتين هو /15/ يوما، فإذا عاود المرأة الدم قبل مرور /15/ يوماً على انقطاعه فهو استحاضة.
والاستحاضة حكمها حكم البول، فلا تحتاج المرأة إلى الاغتسال منها، لكن إلى الوضوء فقط كلما انتقض وضوؤها بالبول أو بخروج هذا الدم أو بغير ذلك، وتصوم وتصلي خلال الاستحاضة، وهو علامة مرضية تحتاج إلى مراجعة الطبيبة المختصة بالأمور النسائية.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.