2014-11-25 • فتوى رقم 70390
السلام عليكم
من المعروف أن من يدعوا الناس إلى ترك معصية وهو يأتيها فهو سوف يعذب عذابا شديدا في النار، أنا مدمن أفلام إباحية وعادة سرية، ولكني مررت بكثير من الحلول التي قد تفيد بعض الناس لأن ظروف إدمانهم قد تختلف عن ظروف إدماني، مما يجعل هذه الطرق قد تنفعهم، فهل أرشدهم إليها؟ فقد يهتدي شخص فيهديني الله بثوابه، أم سوف يعد هذا حراما وسوف أعاقب عليه لأني ما زلت على الذنب مع أني أحاول الخلاص منه بكل الوسائل؟
وشكرا
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعليك بمجاهدة النفس، والتذكر الدائم لله تعالى، وأنه مطلع على جميع حركاتك وسكناتك، لا تخفى عليه خافية، وعليك أن تكثر من الالتجاء إلى الله تعالى، وتعلن له عجزك وضعفك، وتطلب العون والثبات منه، فذلك أنفع علاج لما تعاني منه، وعليك بالبعد عن الأسباب المسببة للمعصية ذاتها مع غض البصر عما حرم الله، وترك رفقاء السوء، ثم الانشغال بطاعة الله سبحانه تعالى ومراقبته وكثرة الذكر له، والتذكر الدائم للموت، ثم الانشغال بعمل علمي أو مهني يشغل كل الوقت، مع السعي للزواج ما أمكن، والاستعانة بالصوم فإنه وِجاء ووقاية كما أخبر النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، وأسأل الله تعالى أن يثبته على طاعته، ويحفظه من معصيته، إنه سميع مجيب.
فلابد أولا من منع النفس من المعاصي لكن إن وقع المسلم لا قدر الله في المعصية فلتبعها بتوبة صادقة نصوح، بالاستغفار والندم على المعصية والعزم الأكيد على عدم العود إليها، فبذلك يغفر الله له إن شاء الله تعالى، فإن عاد إلى المعصية فليعد إلى التوبة النصوح من جديد، روى أحمد في المسند عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم « إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا أَذْنَبَ كَانَتْ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ فِي قَلْبِهِ، فَإِنْ تَابَ وَنَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ صُقِلَ قَلْبُهُ، وَإِنْ زَادَ زَادَتْ حَتَّى يَعْلُوَ قَلْبَهُ ذَاكَ الرَّيْنُ الَّذِي ذَكَرَ الله عَزَّ وَجَلَّ فِي الْقُرْآنِ (كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)، فلا بد من التيقن بعد التوبة النصوح بأن الله تعالى غفر ومحا الذنب، فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له.
ولك بعد التوبة أن تدعو الناس إلى الله تعالى، وأسأل الله أن يهدي على يديك، فلأن يهدي الله بك رجلاً واحدا خير لك من الدنيا وما فيها، فقد أخرج البخاري ومسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لسيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (والله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم). والنَّعَم: الإِبل، وحُمْرها: كرامها، وأعلاها منزلة، وقد ضرب بها المثل لأنها أعزّ أموال العرب.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.