2014-11-27 • فتوى رقم 70445
السلام عليكم
يا فضيلة الشيخ أنا أشكرك جداً على ما تبذله من جهدٍ بارك الله تعالى فيك.
أنا شابٌ أبلغ من العمر 26 سنة، أدرس بالجامعة، تعرفت على فتاة كانت تدرس معي، وقد أعجبتني، وكانت نيتي سليمة قصد الزواج، فكلمتها ووافقت على ارتباطي بها، لكن مع الوقت صرت أقبلها وأعانقها، بعد التخرج من الجامعة وبعد البعد عن بعضنا زال الإحساس بالحب تجاهها، ولم أعد أفكر بها، أنا الآن تبت وندمت على ما فعلت معها، علماً وأنني لم أزن معها، فقط كنت قبل وعناق، سؤالي هو: هل يجب علي أن أتزوج بها هي لكي يرضى الله؛ لأنني قبلتها ووعدتها بالزواج؟ علماً وأنني لم أعد أحبها، هل عندما أتزوج بغيرها، يعتبر ذلك خيانة ولعباً ببنات الناس؟
انصحني بركة الله فيك يا شيخ.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فقد ارتكبتما المحرم الذي نهى الله عنه، فذلك محرم قطعا فقد نهانا الله عن مقدمات الزنا فقال: {وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً} الإسراء32. وقال أيضا: (وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ) [الأنعام:151].
ومن تاب تاب الله تعالى عليه، لكن ينبغي التوبة النصوح التي لا عودة فيها إلى عصيان الله تعالى أو إلى ما لا يرضيه، مع الابتعاد عن كل فتاة أجنبية نهائيا، مع التصميم على عدم العود والندم والإكثار من الاستغفار والعمل الصالح، فالتوبة النصوح شرطها التوقف عن فعل الذنب، ثم الندم عليه، ثم التصميم على عدم العود إليه، ويتم تطبيق ذلك عملياً بالبعد عن أسباب المعاصي، ومجاهدة النفس وعدم الاستسلام لها إن أمرت بما لا يحل، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا﴾ [العنكبوت:69]، وقال أيضًا: ﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى﴾ [النازعات:40-41]، ثم البعد عن رفقة السوء، وصحبة الصالحين وملازمتهم، ثم الانشغال بطاعة الله سبحانه تعالى ومراقبته وكثرة الذكر له، والتذكر الدائم للموت.
ثم إذا كان العبد راضياً عن توبته فذلك إشعار بقبولها عند الله تعالى إن شاء الله تعالى.
ولك أن تتزوج بغيرها، وأسأل الله لك قبول التوبة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.