2014-11-29 • فتوى رقم 70470
أعرف أنني أثقلت عليكم
ولكن لمصيبتي ذيول، سأتحدث بكل شيء، أنا شاب عمري 15 بالتحديد شهر يناير عام 2011 بدأت أشاهد الصور الإباحية متقطع، ثم أصبح الموضوع أشد فأشاهد الصور باستمرار، ثم الأفلام القصيرة بمدة من 2د إلى 3د، ثم تطور الوضع وأصبح 5د، ثم وصل الضيف الأخر إلا وهو العادة السرية، أصبت بها بعد أن تحدث صديقي عنها حوالي الساعة، فحدث لي شيء من الإيحاء العكسي، وقمت بها ومن يومها وأنا إلى الآن سنة كاملة وأنا أفعلها وأشاهد الأفلام، كنت أشاهد وأفعل ثم أتوب، ولكن الآن المصيبة الأخرى وهي عدم الشعور بالذنب، حاولت فعل كل شيء لم أعد أسمع الأغاني، أصبحت أحاول أن أحافظ على صلاة الفجر (ولكن في الأيام الأخيرة أصبحت أسمع الأذان وكأنني مربوط بالسرير لا أقدر أن أقوم) أكذب الآن إن قلت أنني أخاف أن أموت الآن، فبحق قد أصبحت إنسانا بلا شعور، ومهما تبت أعود مجددا، جربت كل الحلول، الصوم، والتمارين، والأعشاب، والصلاة، وقراءة القرآن، ولكن نفس المشكلة، وهذا الصديق الذي ذكرته أيضا كما هو صديق سوء، هو صديق خير أي أنه عندما أراه يدعوني إلى الخير، وإلى كل شيء، ولكن عقلي ربط بينه وبين العادة فأصبحت أن رأيته في يوم حتما أن أفعلها، أرجوكم أريد حلا كاملا مكملا والكمال لله مع العلم أنني قد أحط علما بالكثير من الحلول، وبالعواقب المترتبة، وبكل شيء، علمي عن العادة وإدمان الإباحية، وأيضا أريد أن أعلم كيف أحيي خوفي من الله؟ فأنا لا أخاف منه ولا أشعر بالندم على الذنب.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالنظر إلى الأفلام الجنسية والصور العارية والنظر إلى عورات الآخرين كله حرام شرعاً وكل ذلك من خوارم المروءة، ويخالف الأخلاق العالية الرفيعة التي أمر الإسلام بها وامتدح بها نبيه الكريم صلى الله تعالى عليه وسلم بقوله سبحانه: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ [القلم:4]، ولا يمكن إباحتها، ولو أبيحت له لأبيح صنعها وتصويرها، وهو أغرب الغريب!.
ومشاهدة الأفلام المتهتكة طريق الوصول إلى الفاحشة، ولذلك حرّم لما يؤدي إليه غالباً، والأضرار التي هي نتائج هذه المحرمات كثيرة ملموسة، وأغلبها خلقي ونفسي وتربوي واجتماعي؛ تتفكك بها الأسر، وتتخرب بها الأخلاق ويتفلت بها المجتمع، والمجتمعات الأجنبية أكبر شاهد على ذلك، وربما نتج عن ذلك أمراض واعتلالات صحية أيضاً، لأن الأمر قد لا يقف عند حد المشاهدة، ولكن يتعداها إلى ما وراءها من الاتصالات المشبوهة التي تخفى تحتها الإيدز وأعمامه وأخواله من الأمراض المخيفة.
فعليك بمجاهدة النفس، والتذكر الدائم لله تعالى، وأنه مطلع على جميع حركاتك وسكناتك، لا تخفى عليه خافية، وأن تذكر الموت والحساب والنار، وعليك أن تكثر من الالتجاء إلى الله تعالى، وتعلن له عجزك وضعفك، وتكثر البكاء في خلواتك على ذنوبك، وتطلب العون والثبات منه، فذلك أنفع علاج لما تعاني منه، مع التخلص من الجهاز الذي تنظر من خلاله إلى هذه المحرمات، وعليك بالبعد عن الأسباب المسببة للمعصية ذاتها مع غض البصر عما حرم الله، وترك رفقاء السوء، ومرافقة الصالحين وملازمتهم، ثم الانشغال بطاعة الله سبحانه تعالى ومراقبته وكثرة الذكر له، والتذكر الدائم للموت، ثم الانشغال بعمل علمي أو مهني يشغل كل الوقت، مع السعي للزواج ما أمكن، والاستعانة بالصوم فإنه وجاء ووقاية كما أخبر النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، وأسأل الله تعالى أن يثبتك على طاعته، ويحفظك من معصيته، إنه سميع مجيب.
ثم إن التوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحى به الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: (إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً) (الفرقان:70). والتائب من الذنب كمن لا ذنب له.
وإن كانت قادرا على الزواج فتزوج فهو الحل الأمثل، وأسأل الله لك التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.