2014-12-01 • فتوى رقم 70513
يا شيخ الله يجزيك الخير
ظهرت علي أعراض مفاجأة، وأحس أنها من أعراض الحسد، فقد أصبحت أحب العزلة عن الناس، وقد كرهت الدراسة والتعلم، وكرهت كل شيء كان عندي في السابق جميل وأصبحت أبكي دائما وقلبي متضايق، وخائفة جدا من الموت قبل حفظ القرآن، ولكني مشغولة بالدراسة، ولا يوجد لدي وقت فراغ، ماذا أفعل يا شيخ؟ علما أنه تراودني وساوس بأني لن أنجح، ويراودني أيضا تخيل من حسدني وأحس، فماذا أفعل لكيلا أشك بأحد؟ ماذا أفعل لكي أتخلص من كل هذا؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فهذا يقيك من الحسد إن شاء الله تعالى:
1_ الإكثار من التعوذ، ومن ذلك قراءة المعوذتين، وفاتحة الكتاب، وآية الكرسي، والتعوذات النبوية، نحو أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق.
2_ الرقى: ومن أمثلتها رقية جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم التي رواها مسلم في صحيحه وهي: " باسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك من شر كل نفس أو عين حاسد، الله يشفيك، باسم الله أرقيك"
فعلى المسلم ليقي نفسه من العين أن يحافظ على الفرائض ويتبعها بالنوافل وقراءة القرآن، مع المداومة على أذكار الصباح والمساء، والأذكار التي تسن عند الأفعال المختلفة، كالذكر عند دخول البيت والخروج منه، ونحو ذلك ففي الحديث: (من صلى الصبح فهو في ذمة الله، فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء فيدركه فيكبه في نار جهنم). أخرجه مسلم.
وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ما من عبد يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة: "بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم" ثلاث مرات لم يضره شيء) أخرجه الترمذي.
هذا ومما يدفع به ضرر الحاسد عن غيره دعاؤه لغيره بالبركة وقوله: ما شاء الله لا قوة إلا بالله. كما في قوله صلى الله عليه وسلم لعامر بن ربيعة في الحديث الذي رواه أبو أمامة عن أبيه: " إذا رأى أحدكم من أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة" رواه ابن ماجة.
وفي قوله صلى الله عليه وسلم من حديث أنس : " من رأى شيئا فأعجبه فقال : ما شاء الله لا قوة إلا بالله، لم يضره " رواه الهيثمي في المجمع.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.