2014-12-05 • فتوى رقم 70563
بسم الله الرحمن الرحيم
تعرفت على شاب مسلم كردي ملتزم يعيش في بريطانيا عن طريق موقع زواج إسلامي محترم SINGLE MUSLIM
وهو يريد الآن التقدم لخطبتي، وكتب الكتاب إن شاء الله بعد شهرين حتى ينهي امتحاناته، هل يجوز أن أكذب أو أستعمل التورية في إخبار والدي عن طريقة التعارف بيننا؟ حيث أن والدي لن يتفهم، وربما لن يتقبل فكرة التعارف عن طريق الإنترنت، وهذه الخطوة المبادرة لإيجاد شريك الحياة من طرفي، وعائلتي كذلك، سأقول أني عرفته حين جاء إلى البلاد في برنامج لتبادل الطلبة، فهو يدرس علوم طبية وأنا أدرس الطب، لذلك سيكون هذا معقولا، وإن سألتني يا شيخ عن سبب دخولي موقع للزواج مع علمي أن هذه طريقة ستثير سخرية عائلتي واستهجانهم؛ فهذا لأنني من عرب 48 أعيش في إسرائيل، والشباب هنا بعيدون البعد كله عن الدين، إلا قلة قليلة لم يحصل أن التقيت أحدا منهم وأن حدث فهو يعزفون عن الارتباط بي بسبب أن عائلتي غير متدينة البتة، وأن والدي مطلقان، وهذا كما تعلمون ليس ذنبي، لكن هذا جزء من عادتنا العربية التي لا تمت للدين بصلة
أرجو إجابتكم وبارك الله بكم.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فبإمكانك أن تستعيضي عن الكذب بالتعريض عند الحاجة الماسة، وذلك بالكلام الموهم المحتمل لأكثر من معنى، ولا يجوز لك الكذب.
وإن كان الرجل صاحب خلق ودين وسمعة طيبة فلك قبول الزواج منه، وعليك بصلاة الاستخارة فبها يوجهك الله تعالى إلى ما فيه الخير إن شاء الله تعالى، فهو وحده علام الغيوب، وصلاة الاستخارة تكون بصلاة ركعتين لله تعالى نفلاً في وقت تكون فيه نفس المصلي مطمئنة ومرتاحة، ويحسن أن تكون بعد صلاة العشاء، وفي غرفة هادئة، فيصلي المستخير لله تعالى في أمر مباح ركعتين، ثم يجلس بعدهما متجها للقبلة ويدعو الله تعالى بدعاء الاستخارة المأثور، (اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر .... خير لي في ديني ومعاشي وعاقبةِ أمري فاقدره لي ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر ... شر لي في ديني ومعاشي وعاقبةِ أمري فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم رضني به)، ثم يسمي حاجته، ثم يغمض عينيه ويتفكر في قضيته التي يريد الاستخارة فيها، فإن انشرح قلبه لها مضى فيها، وإلا أعرض عنها، فإذا لم يحس بشيء يصلي لله تعالى ركعتين مرة ثانية، ثم يدعو الله تعالى مثل الأولى، ويتفكر أيضا ، فإذا لم يتضح له شيء يعيد الصلاة والدعاء والتفكر إلى سبع مرات، ثم ينام ويترك أمره لله تعالى، وهو سوف يوفقه إلى ما فيه الخير من حيث لا يدري إن شاء الله تعالى. وليس هنالك سور محددة لصلاة الاستخارة، وإذا قرأ المستخير في الركعة الأولى (قل يا أيها الكافرون)، وفي الثانية (قل هو الله أحد)، كان حسناً.
وأسأل الله أن يرشدك لصواب أمرك، وأن يسدد رأيك.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.