2014-12-05 • فتوى رقم 70579
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فضيلة الدكتور
بارك الله بك وجمعنا في جنته مع حبيبنا محمد
فضيلة الشيخ، قبل سبعة سنوات حدثت مشاكل عائلية بين أبي وأمي، وبعد صراع دام أكثر من سنة في المحاكم تم الانفصال، ولم يكن هناك أي مجال للصلح، ونتيجة لهذه المشاكل أمي لم تجلس في العدة، ومرت سنوات عديدة على هذا الأمر، وقبل بضع شهور لقد ذكرتها بهذا الذنب، وقالت لي: اسأل الفقهاء في الدين لكي يغفر الله لها هذا المعصية، وبعدها مباشرة أصيبت بمرض السرطان في كافة أعضاء الجسم، وتعرضت إلى عمل جراحي في الدماغ، وبفضل الله نجحت العملية، إلى أن ظهر الورم في الدماغ مرة أخرى بعد عشرين يوما، وهي الآن توفيت، وأصبحت في رحمة لله سبحانه وتعالى، فضيلة الدكتور أمي إنسانة مؤمنة وتخشى من الله تعالى، وخلال فترة مرضها كانت تتبرع من مالها على نية الشفاء، والفضل لله رغم مرضها المستعصي فإن الله كان ييسر لنا كل شيء (من عملية وعلاج مجان وأولاد في خدمتها دائما ) ولا تتألم، وحتى الدفن رغم أنها كانت مقيمة في اسطنبول كل مراسم الدفن كانت تسير بيسر من الله جل حلاله، فضيلة الدكتور نخشى أن يعذبها الله في قبرها، فما هي الفتوى الشرعية لهذه المعصية؟
والسلام عليكم ورحمة الله.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلكم الدعاء لها بالمغفرة، وإهداؤها ثواب العبادات الصالحة، فالنوافل كلها دون تحديد شيء منها على وجه الخصوص لا بأس بإهداء ثوابها للأحياء أو الأموات، ويجوز لدى جماهير الفقهاء للإنسان أن يتصدق على الفقراء والمساكين ويهدي ثوابها إلى من شاء من الأموات أو الأحياء من أقاربه وغيرهم على سواء، ولا ينقص ذلك من أجره هو شيء إن شاء الله تعالى، سواء في ذلك الصدقة العادية أو الصدقة الجارية، ومثل ذلك قراءة القرآن الكريم على روحه وكل الطاعات النافلة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.