2014-12-05 • فتوى رقم 70591
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أريد أن تفتوني جزاكم الله خيرا، وهذه كما يلي مشكلتي سأسردها وأعتذر عن الإطالة لكني سأحاول أن أبسط قدر ما يمكنني ذلك:
أمي عرفتني بفتاة متزوجة (في مراحل الطلاق افترقت مع زوجها في السكن يعني تسكن مع أهلها) وذلك لأن أمي صديقة أم الفتاة، كانت أمي تزور الفتاة في المستشفى (لكونها أصيبت بمرض الأعصاب نتيجة لما يحدث مع زوجها من مشاكل وقد تم إجهاض جنينها) وعانت كثيرا جدا من هذه الأحداث، وأجرت عدة عمليات على مستوى الكبد، واضطرت لتركيب أسلاك كهربائية في يدها، (كانت تحكي لي هذه التفاصيل ساردة لي مقدار الألم الذي يسببه نزع سلك واحد من يدها، وكذلك بخصوص زوجها الذي كان دائما يلفظ ألفاظ نابية معها ومع محيطه، وكان دائما ما يتشاجر معها (الضرب لا للأمانة)) ، بعد شهور بعدما خرجت من المستشفى، وقع أخيرا تعرفنا على بعضنا مباشرة، وقمنا بعدة أفعال تغضب الله عز وجل، بعد عدة أيام رجعت إلى بلدها، وبقينا على اتصال أنا وهي حتى إذا مرت الأيام جاءت عندي لنقوم بنفس الأمور الخبيثة، بعد حين تفاجأت أنها تراسل زوجها الذي كان سببا في كثير من محنها وأنا شاهد على 3 حالات طارئة وقعت لها اضطررت لأن أنقلها إلى المستشفى ليلا (وهذه الحالات تقع لها عندما تتفكر بالذي فعله زوجها بها، وكانت تصرخ بأن اعتقها من الموت نظرا للآلام الشديدة التي كانت تحس بها)، ولما ذهبت عنده تم الصلح بينهما لأيام معدودة، ثم كان الخصام بينهما، وكنتيجة لذلك حملت، طلبت مني مسامحتها وقد سامحتها، لكن لم تفصح لي سر حملها إلا أن عرفتُه عن طريق أمي، ونتيجة لذلك تم الفراق بيننا، حدثت لي أمورا جيدة جدا من هذه القصة: أولها وأفضلها التوبة إلى الله عز وجل، ونتيجة لذلك سرت لا أفرط بأي صلاة (كنت أصلي سابقا، لكن بفتور شديد، أو ارضاء للفتاة التي بدورها كانت تصلي، لكن غير متدينة إلى حد ما لا تلبس الحجاب، وكانت لا تصلي فترات أخرى)، أحس بأن الله هداني، وصرت بحول الله أحاول أن أحفظ القرآن الكريم، أحاول الابتعاد عن الشر والكفر والحرام، صرت أهتم بشيء أقدمه للإسلام والمسلمين، عكس السابق وهذا بفضل الله عز وجل وحده،
سؤالي يا شيخ: أنا أحلم بالزواج بها؛ لأني أحس أني أحبها، واستغفر الله إن كان حبا حراما، لكن نظرا لما مرت به صارت عزيزة علي، وأحلم أن أربي ابنها أحسن تربية إسلامية، وأحلم أن أكوِّن معها أسرة إسلامية بامتياز، وأن أعلمها الإسلام والصلاة، ويكون شملنا في الدنيا، وأن نكون زوجين في الجنة بإذن الله، فما حكم الشرع؟ جائز دعائي أم هو قطيعة رحم؟ جزاكم الله ألف خير.
لتبسيط الفهم:
أهلها وأمي وزوجها يسكنون في بلد آخر غير الذي أسكن فيه، أنا لما عرفتها كانت بالمشفى، منذ معرفتي بها وقضية طلاقهما في المحاكم لحد الآن، ولو قد تم الصلح الذي دام عدة أيام بينهما، كان قد طلب الرجوع الى بيت الزوجية منها إلا أنها قالت لي: بأنها حيلة ليمتنع عن أداء مصاريف الطلاق، في أيامنا الأخيرة كنت أحس أنها تحبه ولو كانت تقول لي: أنها تحبني، أم الفتاة كانت تقول لي: أنه يلعب ويتقن فن الكلام حتى يلعب على عقلها،.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فقد ارتكبت وإياها أشد المعاصي وعليكما التوبة والاستغفار والندم والعزم على عدم العود، ولا أدري كيف تطيب نفسك بصحبة امرأة متزوجة، وهل ترضى ذلك على زوجتك مستقبلا؟! وهل ترضاه لأختك وأمك؟!
وعليك أن تقطع علاقتك بها تماما، وعن كل امرأة أجنبية عنك، ولك أن تبحث عن امرأة أخرى غير متزوجة لتتزوجها، ثم إن حصل وطلقت هذه من زوجها مستقبلا دون فعل ولا تدبير منك فلا مانع من أن تتزوج منها بعد انقضاء عدنها إن رأيتها مناسبة لك، وأسأل الله لك الغفران.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.