2014-12-06 • فتوى رقم 70622
أنا رجل متزوج منذ سنين، وكانت حياتي طبيعية وسعيدة، حتى ابتليت بمشاهدة فيلم إباحي، والذي أثر في جدا، وكلما تبت وندمت وابتعدت عن مشاهدة تلك الأفلام أعود إليها بعد فترة، الذي أضرني أنني شاهدة فيها إتيان الرجل للمرأة في دبرها، حتى أحببت أن أفعل ذلك، وهذا الأمر أصابني باضطراب نفسي، إذ إنني أدافع رغبة جامحة لممارسته وأنا لا أفعله لكني غير مستريح، وفي حالة من الهياج الجنسي طيلة الوقت، إذ إنني أريد أن أفعله، ما أطلبه من حضراتكم
(1) أرشدوني لخطوات أمنع نفسي بها من مشاهدة الأفلام.
(2) هل يجوز ممارسة الدبر لمن حالة مثلي؛ لأنني أشعر أن نفسي لن تهدأ إلا بذلك فهل لي رخصة لو فعلته مع زوجتي؟
(3) إذا كان ليس لي رخصة في إتيان زوجتي في الدبر، كيف أنسي نفسي هذا الأمر على أن تهدأ وترضى بالموضع الطبيعي؟
أفيدوني جزاكم الله خيرا، وأعتذر لو أن سؤالي فيه شيء من عدم اللياقة.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالنظر إلى الأفلام الجنسية والصور العارية والنظر إلى عورات الآخرين كله حرام شرعاً وكل ذلك من خوارم المروءة، ويخالف الأخلاق العالية الرفيعة التي أمر الإسلام بها وامتدح بها نبيه الكريم صلى الله تعالى عليه وسلم بقوله سبحانه: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ [القلم:4]، ولا يمكن إباحتها، ولو أبيحت له لأبيح صنعها وتصويرها، وهو أغرب الغريب!.
ومشاهدة الأفلام المتهتكة طريق الوصول إلى الفاحشة، ولذلك حرّم لما يؤدي إليه غالباً، والأضرار التي هي نتائج هذه المحرمات كثيرة ملموسة، وأغلبها خلقي ونفسي وتربوي واجتماعي؛ تتفكك بها الأسر، وتتخرب بها الأخلاق ويتفلت بها المجتمع، والمجتمعات الأجنبية أكبر شاهد على ذلك، وربما نتج عن ذلك أمراض واعتلالات صحية أيضاً، لأن الأمر قد لا يقف عند حد المشاهدة، ولكن يتعداها إلى ما وراءها من الاتصالات المشبوهة التي تخفى تحتها الإيدز وأعمامه وأخواله من الأمراض المخيفة.
فعليك أن تتوب توبة نصوحا وتبكي وتطيل الندم وتكثر من الاستغفار وتتذكر الحساب والعقاب والنار واليوم الآخر.
وجماع الرجل زوجته في الدبر محرم شرعاً وضار، ويجب على فاعله التوقف عنه فوراً والاستغفار والتوبة والإكثار من العمل الصالح من صلاة وصوم وصدقة و...، وعلى الزوج أن تمنع زوجها من ذلك، وقد ورد في منع ذلك أحاديث كثيرة عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، منها: ((مَلْعُونٌ مَنْ أَتَى امْرَأَةً فِي دُبُرِهَا)) رواه الإمام أحمد.
فهل تحب أن تكون ملعونا؟! فعليك بما أباحه الله لك ففيه الكفاية، وأسأل الله لك التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.