2014-12-09 • فتوى رقم 70689
جدتي (أم والدي) ماتت، أسأل الله أن يغفر لها ويرحمها وعامة المسلمين، وتركت من الأولاد خمسة من الرجال، واثنتين من النساء، وكانت مريضة، ولي عمة كانت ترعاها، وهي معها في بيتها، وفي حياة جدتي قالت: إنها ستبيع من بيتها لكل من أبنائها جزء من بيت جدتي، ولكن ما حدث أن عمي الأكبر أخذ حوالى 50 مترا من البيت، وبناها وسكن فيها، ولكن لم يدفع إلا 3000 جنيه، وهي لا تساوي قيمة بيع وشراء، وأعطت عمتي التي هي معها 50 مترا وبنتها وسكنت فيها هي وجدتي، وكانت عمتي تنفق عليها وعلى علاجها، وكتبت 20 مترا لعمتي الأخرى، تبقى من الأولاد (أبي وكانت قد كتبت له 50 مترا وقالت له: أعطني 7000 جنيه، إما لي في حياتي وإن مت أعطها لعمتي التي معها)، وعمان آخران لم يأخذا شيئا، ولم تكتب لهما شيئا كباقي الإخوة؛ لمشاكل بينهما في حياتها، وعمي الخامس لم تكتب له شيئا وذلك لأنه قد أخذ بيت جدي (أبو والدي) بيعا وشراء منه، ولكن لم يدفع له مالا اللهم إلا 300 جنيه فقط، (وهذا ما كان أيضا من جدي أسأل الله أن يغفر له ويرحمه) وكل هذا تم بعقود بيع وشراء للجميع، توفت جدتي وكنت قد قلت لأبي: إن ما كتبته له جدتي فيه شبهة من الحرام، ولن نأخذه، ولكن بعد ذلك رأينا أن نبيعهم 50 مترا ونعطي عمتي 7000 جنيه على ما قالته جدتي، ثم نقسم الباقي بين أبي وبين العمين الآخرين، اللذين لم يأخذا شيئاً، وعندما بدأنا فعلا في ذلك اتضح لنا شيئا خطيرا وهو: أن جدتي كانت أخذت ذلك البيت أيضا بعقد بيع وشراء من أبيها، ولها أخان آخران لم يأخذا شيئا من التركة، ولكنهما توفيا نسأل الله أن يرحمهما وجميع موتى المسلمين، ولكن أولادهم لا يزال بعضهم موجودا، وإن هذا البيت الذي كتبه أبا جدتي لها كان بجانبه مساحة من الأرض يملكها أحد أقاربه وقد ضمتها جدتي للبيت بعد ذلك، وقد سامح بعض أبناء هذا القريب في ذلك لما كان من صلة الرحم والتزاور، ولكن علمت أن هناك من أبنائه من لم يسامح في ذلك.
بالله عليك يا شيخ
1.ما حكم الدين في كل هذا؟
2.أريد أن أفعل شيئا لجدتي، حيث أنني رأيتها أكثر من مرة في المنام وهي غير مستريحة؟
3.هل يحق لأبي أن يبيع ذلك الجزء من البيت ويتصرف في حقه كما شرحت لحضرتك بأن يعطي عمتي 7000 على ما كان في العقد مع جدتي، وهو على ما اعتقد على غير حق، ويقسم الباقي بينه وبين الاثنين الذكور من إخوته بالتساوي ويسألهما أن يتسامحوا فيما بينهم ويسامحوا جدتي وجدي على كل ما فات؟
4.هل لي أن أسأل من أعرفه من أقارب جدتي من أبناء من كان لهم حق أن يسامحوا على حقهم، وهل بذلك يسقط ما كان من جدتي على أخذها البيت من أبيها بيعا وشراء دون دفع المال وأيضا قد حرم أبوها أخويها من البيت؟
5.بالنسبة لأعمامي الذين أخذوا حقوقا وعملوا عقود بيع وشراء ولم يدفعوا ويعلمون أن لهم إخوة قد ظلموا بهذا الفعل هل لي أن أنصحهم حتى وإن ترتب على ذلك منهم أن يقطعوا صلة الرحم؟ وكنت قد فعلت ذلك من زمان وجدتي حية وهم يكتبون تلك العقود
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالعدل بين الأولاد مطلوب في جميع الأحوال، فقد أخرج مسلم عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: انطلق بي أبي يحملني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله: اشهد أني قد نحلت النعمان كذا وكذا من مالي، فقال: (أكل بنيك قد نحلت مثل ما نحلت النعمان؟) قال: لا، قال:) فأشهد على هذا غيري)، ثم قال: (أيسرك أن يكونوا إليك في البر سواء؟) قال: بلى، قال: (فلا إذا).
لكن لا بأس بتفضيل بعض الأولاد على بعض أحياناً في العطايا إذا تفاضلت الحاجات، فاحتاج أحدهم إلى مال أكثر من غيره بسبب ظروف طارئة، كالمرض والفقر والتشوه، أو بسبب الصغر مثلاً، فلا بأس بالمفاضلة بينهم كل منهم على قدر حاجته بدون حرمان الآخرين.
وما سيفعله أبوك مما بينته في سؤالك حسن وجيد، وأسأل الله لكم التوفيق.
لكن ما كتبه الأب (أو الأم) لأحد أبنائه أو ورثته أو غيرهم وهو عاقل رشيد مخير فهو له خاصة لأنه هبة منه له، أما ما لم يكتبه ولم يهبه لأحد في حياته فهو ملك لجميع الورثة (بعد إخراج الديون والوصايا منها).
وإن علمتم أن الأرض التي ضمت للبيت أخذت من أصحابها من غير رضاهم فلابد من ردها إليهم أو طلب السماح منهم، أو ممن لم يرض منهم.
لك أن تنصح أعمامك باللطف واللين دون قطيعة ما أمكن، وأسأل الله لك التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.