2014-12-16 • فتوى رقم 70827
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سأختصر الكثير من قصتي؛ لأن هدفي معرفة مشكلتي والفتوى لها، أنا سيدة مطلقة من سنوات كثيرة، وحافظت على نفسي طول هذه السنين، وانشغلت في عملي ومشاكله التي جعلتني مريضة نفسيا، وطبعا طلاقي أيضا سبب لي المرض النفسي، بدأت أتعالج عند طبيب نفسي، وكتب لي دواء مهدأ، ودواء منوما، وأخذته أعتقد ثلاث سنوات أو أكثر، خلال فترة تناولي للدواء تعرفت على شاب متزوج بعملي، وطلب رقم هاتفي الشخصي، وأعطيته مع أني دائما كنت أتعامل معه بكل أدب، الغريب أني لم أتردد بإعطائه الرقم، على العكس كنت سعيدة جدا، وأنتظر اتصاله، وفعلا اتصل، ويوما بعد يوم أنا أصبحت اتصل به أكثر من مرة في اليوم، وكنت أشعر أنه يشعر بالملل مني، ومع هذا اتصل لأني أكون سعيدة بذلك، ومع مرور الأيام صرت أعرف أن ظروفه المادية صعبة، وساعدته أكثر من مرة بالمال دون تردد، وفي إحدى المرات طلب مني أن يراني عارية تماما على الكمبيوتر بالنت، وللأسف فعلت وتعريت كليا، وهو تعرى من قسمه الأسفل كليا، وشاهدنا بعضا على النت، ومارسنا العادة السرية بأيدينا على أنفسنا أمام بعض، أنا لم أشعر بشيء نهائيا، ولا حتى رعشة بأي وقت كنت معه؛ بسبب الدواء الذي أتناوله، وبدأت أزوره في عمله، ونتبادل الأحضان والقبلات من الفم، ومرة كنت معه بالسيارة طلبت منه أن يمص ثديي، وفعل، وهو طلب أن أمص عضوه الذكري، وفعلت دون تردد، مع أني أقرف جدا، وصدقني وكأنه لم يلمسني حتى مجرد رعشة لم أشعر، والغريب لم أكن أعر بالخوف أو الندم انتباها، ولم أكن أفكر بالحرمة، وكنت ملتزمة بصلاتي، مع الوقت أصبحت أشعر أنه يستغلني، ففي يوم قال لي: إنه يريد شراء سيارة بقرض وطلب كفالتي للبنك، ورفضت، وبعدها بأشهر أخبرني أنه وجد سيارة بالتقسيط، وأخبرته أني سأساعده بالدفع، ولكن والحمد لله قبل أن أدفع اكتشفت بالصدفة أنه أخذ قرضا للسيارة، وأنه كذب علي لأدفع له، وقررت أن أتوقف عن شرب الدواء، رغم تحذير الطبيب لي أنه صعب، وأحتاج لوقت، ولم أسمع كلام الطبيب، وبدأت أصلي القيام، وأطلب من الله المغفرة والشفاء، وفعلا بدأت أقلل من الدواء، ومع تباعدي عن الدواء بدأت نظرتي لهذا الشاب تتغير، وبدأت أطلب منه الابتعاد، وأحيانا أطاوعه وأتحدث معه، ولكن بدون كلام جنسي، إلى أن أصبحت لا أتناول الدواء نهائيا، بفضل الله ابتعدت نهائيا ولم أره لأكثر من سنة، ولم أرد على أي رسالة له لي على الهاتف، وبدأت أبكي من خوفي من الله، وأقول: أين كان ديني، وخلقي، وعقلي، وكرامتي التي مسها بذله لي، منذ أيام حاول الاتصال بي رقم خاص، وقال لي: يريد أن يحدثني بعد انتهاء عملي، وبعثت له رسالة على الهاتف لست مستعدة، وبقي بعدها بأيام يبعث برسائل ويتوسل، أرسلت له رسائل أنه استغل مرضي ولم يحافظ علي، قال: إنه نادم، ويريد أن يكون أخي، أعرف أنه كاذب، وأنه يريد المال، ولن أطاوعه ولكن مشكلتي طول هذه السنة لم أنسه يوما، وكثيرا أفكر به جنسيا رغما عني، ولمن لا أحدثه وخصوصي أني بعد ابتعادي عن الدواء عدت إلى طبيعتي الجنسية، وأصبحت أشعر بالرعشة، سؤالي: هل أحاسب لأني أفكر به؛ مع أني أدعو الله بصلاتي أن أنساه، وهل ما فعلناه يعتبر زنا؟ وهل الله سيعاقبني في الآخرة إذا كانت توبتي صادقة؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فما فعلتماه هو من المعاصي الشنيعة، وعليكما التوبة منه فوراً إلى الله تعالى، وعدم العود إلى مثله أبداً فالله تعالى نهانا عن ذلك فقال: {وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً }الإسراء32. وقال أيضا: (وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ) [الأنعام:151].
ومن تاب تاب الله تعالى عليه، لكن ينبغي التوبة النصوح التي لا عودة فيها إلى عصيان الله تعالى أو إلى ما لا يرضيه، وعليك أن تبتعدي عن ذلك الشاب وغيره من الرجال الذين لا يحلون لك بعداً تاما وتنقطعي عن اللقاء به أو حديثه قطيعة تامة، وتسألي الله تعالى وتتضرعي إليه بأن يعينك على ترك المعاصي، مع التصميم على عدم العود، والندم والإكثار من الاستغفار والعمل الصالح، فالتوبة النصوح شرطها التوقف عن فعل الذنب، ثم الندم عليه، ثم التصميم على عدم العود إليه، ويتم تطبيق ذلك عملياً بالبعد عن أسباب المعاصي، ومجاهدة النفس وعدم الاستسلام لها إن أمرت بما لا يحل، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا﴾ [العنكبوت:69]، وقال أيضًا: ﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى﴾ [النازعات:40-41]، ثم البعد عن رفقة السوء، وصحبة الصالحات وملازمتهم، ثم الانشغال بطاعة الله سبحانه تعالى ومراقبته وكثرة الذكر له، والتذكر الدائم للموت، وأرجو أن توفقي لذلك كله، وأدعو لك بالتثبيت على التوبة.
ثم إذا كنت راضيةً عن توبتك فذلك إشعار بقبولها عند الله تعالى إن شاء الله تعالى.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.