2014-12-19 • فتوى رقم 70872
هل تغطية الوجه واجب على الفتاة الشابة التي لا تظهر بتبرج أو زينة، بل إن لباسها واسع ومحتشم، لكنها تظهر وجهها؟ لأنها غير جميلة، ولا تسبب الفتنة، وغير ذلك تخشى أن تختنق لأنها إذا غطت وجهها يتغطى معه الأنف والفم، فإذا كانت ليست واجبة هل أكتفي بلباسي المحتشم دون تغطية الوجه؟ لأني أعاني من ضيق وتفكير في هذا الموضوع، ولم أقتنع بتغطية وجهي للأسباب التي ذكرتها، فماذا أفعل؟ علما أن معلمات التربية الإسلامية والشيخات في ليبيا لا يغطين وجههن ولا يتبرجن لأن جمالهن لا يسبب فتنة.
أفدني الله يجزيك الخير، وانصحني ربي يفتح عليك
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالنقاب (وهو ما تستر المرأة به وجهها) للمرأة الشابة عند الخروج إلى الشارع وأمام الرجال الأجانب عنها واجب، ودليله عموم قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً) [الأحزاب:59]، أما العجوز والمرأة الشوهاء فلا يجب عليها النقاب، ولكن يستحب لها، لقوله تعالى: (وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللاتِي لا يَرْجُونَ نِكَاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) [النور:60].
ويستوي في ذلك كل من كان أجنبياً عن المرأة، إلا أن المرأة إذا كانت في مجلس لا يوجد فيه إلا محارمها أو زوجها وبعض من الرجال الأجانب الأتقياء المأمونين، فلا بأس بأن تنزل النقاب عنها فيه لعدم الفتنة بشرط أن لا يكون على وجهها شيء من الزينة.
فإن كان النقاب واجبا عليك بحسب ما سبق، فعليك أن لا تترددي في لبسه فورا.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.