2014-12-21 • فتوى رقم 70911
زوجة قامت بإقراض صديق قديم مبلغا من المال، وقام هذا الصديق بسرقة مبلغ كبير من حقيبتها أثناء المقابلة للاقتراض، وكان هذا المبلغ عهدة في عملها، مما دفعها للاقتراض من أحد معارفها بوصل أمانة لسداد العهدة، وكل هذا بدون علم زوجها، وعندما علم الزوج خاف أن يطلقها حرصا على الأبناء، وتزوج عليها، منذ خمس سنوات وحتى الآن يهجر فراشها ما حكم هذه الزوجة، وهل لها كسوة ونفقة؟ علما بأن الزوج يقوم بالصرف على البيت بأكمله.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا يجوز للزوج أنيتدع فراش زوجته لما ذكر، وعلى الزوج أن يعظها وينصحها ويذكرها بالله تعالى ويخوفها منه، وأقول له: فعليك أن تصبر على ما يكون من زوجتك ما دمت قادراً على الصبر، ولتحاول نصحها باستمرار وتطييب خلقها، واغتنم لذلك أوقات الراحة والهدوء، وتحايل في تغيير طبعها، مع تجنب ما يثير المشاكل قدر الإمكان، واستعمال الحكمة في كل ذلك، فكل شيء ممكن أن يكون بالحكمة والموعظة الحسنة، ولتجتهد في تحسين خلقك تجاهها أيضاً، وأكثر من دعاء الله تعالى بإصلاح الأحوال لاسيما في الثلث الأخير من الليل فإنه وقت إجابة، وعلى كل من الزوجين أن يسارع إلى إرضاء الآخر قدر إمكانه ولا يقصر في حقه، وعلى كل منهما أن يسامح الآخر في تقصيره نحوه إذا جرى منه تقصير، وعلى كل منهما أن يعتذر للآخر إذا أخل بواجبه نحوه، ولا يجوز لأي منهما أن يتخذ من تقصير الآخر نحوه في شيء متكأ للتقصير مثله أيضا، فإن خير الزوجين من يسامح أكثر، وليس من يحاسب أكثر، والزوجية بينهما مستمرة ما دام لم يطلقها بعد.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.