2014-12-24 • فتوى رقم 71007
أنا متزوج منذ حوالي 20 عاما، ولدي أولاد أكبرهم في الجامعة، وزوجتي متدينة والحمد لله، ولا ينقصها أي شيء كامرأة جميلة لديها كافة المقومات، لا ينقصها غير رجل صالح؛ لأني إنسان محمّل بالذنوب من أعلى رأسي حتى قدمي، وكلها كبائر مع نساء أخريات، ولا أشعر بأن الموضوع أكثر من مرض ونفس أمارة بالسوء، انجذابي للنساء غير طبيعي، فأنا أعشق كل شيء في المرأة، وليس فقط الجانب الجنسي، على الرغم من أن الأمر في نهاية المطاف يؤدي إلى الجنس، لا أعتقد أن لديّ أي قدرات خارقة في هذا الأمر، ولكن لا توجد امرأة قابلتها ولم تنجذب إليّ أيضا، ليس من ناحية الشكل فقط، بل أسلوب التعامل واللباقة في الحديث و...، وهي أسلحة أمتلكها لن تؤدي إلا إلى جهنم، قاومت كثيرا، وتبت كثيرا، وعزمت على عدم تكرار ذلك، ولكن يعود الموضوع لأسوأ مما كان في كل مرة، فكرت بالزواج بثانية، ولكني أعلم بأنه سيكون نفس اليوم الذي أخسر فيه زوجتي وربما أولادي، وقد تحدثنا معا في الموضوع، وحيث أن الزواج حلال بشرع الله فقد يكون السبيل لي، ولكن خوفي الأزلي هو أن هذا المرض سيستمر مهما تزوجت من ثانية أو رابعة حتى وهو ما يجعلني مترددا، شراهتي للنساء غير محدودة، على الرغم بأن حبي لزوجتي غير محدود، وأحيانا أفكر هل لأرضي زوجتي أغضب الله، والإجابة دائما بالنفي، ولكن لا أعرف كيف أتخلص من هذا المرض، ولا أعرف إن كنت مسكونا بجن يجعلني مصدر انجذاب للنساء، ويجعلني لا أتوقف عن هذه المتعة، تجاوزت الأربعين، ولا أريد أن أموت اليوم أو غدا على معصية، فالعمر بيد الله، وليس لديّ الكثير لأتوب وأستغفر.
أرجو تقديم فتوى لي بهذا الخصوص.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعليك بمجاهدة النفس، والتذكر الدائم لله تعالى، وأنه مطلع على جميع حركاتك وسكناتك، لا تخفى عليه خافية، وعليك أن تكثر من الالتجاء إلى الله تعالى، وتعلن له عجزك وضعفك، وتطلب العون والثبات منه، فذلك أنفع علاج لما تعاني منه، وعليك بالبعد عن الأسباب المسببة للمعصية ذاتها مع غض البصر عما حرم الله، والبعد عن النساء الأجنبيات عنك، وعدم الخلوة مع إحداهن، والتخلص من كل جهاز تتواصل معه مع النساء، وترك رفقاء السوء، ثم الانشغال بطاعة الله سبحانه تعالى ومراقبته وكثرة الذكر له، والتذكر الدائم للموت، ثم الانشغال بعمل علمي أو مهني يشغل كل الوقت، وأسأل الله تعالى أن يثبته على طاعته، ويحفظه من معصيته قبل يوم تندم فيه حين لا ينفع الندم، إنه سميع مجيب.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.