2014-12-26 • فتوى رقم 71044
أنا دكتورة جامعية، عاهدت نفسي من زمن بعيد أن أعفو عمن ظلمني، لكن تعرضت لظلم شديد من دكتورة أكبر مني منصبا وسنا، حيث عملت معها 7 سنوات، خدمتها خلالها بلا مقابل في أوقات فراغي، وكنت أعتبرها مثل والدتي، ولكن اضطررت مؤخرا للسفر للخارج لتحسين وضع أسرتي المادي، حيث إنني مطلقة، وأنفق على أولادي، وراتبي لا يكفيهم، ورغم علمها بظروفي إلا أنها غضبت لسفري، فتحاول إيذائي بكل الطرق، فقد حاولت تكهين جهاز كمبيوتر يحتوي على كل دراساتي وأبحاثي على مدار خمس سنوات، ورفضت انتظاري شهرا واحدا حتى أعود في الإجازة، وأستخرج المعلومات لولا رحمة ربي حيث سخر لي زميلة وضعت الجهاز على عهدتها حتي عودتي، وهذه الأيام قامت بإهانتي واتهامي بالجهل وعدم الالتزام، وهي تعلم أن هذا غير حقيقي، مما أشعرني بالقهر والظلم، أنا لا أرغب بالدعاء عليها، لكن أشعر بالرغبة في الدعاء بأن ينصرني الله عليها، بأن يرد لي كرامتي ويظهر كذبها وأن يبعد شرها عني فهل يتعارض هذا مع مسامحتي لها؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فأنصحك بالعفو والصفح لتكسبي بذلك أجر المحسنين، وأجر العافين عن الناس وأجر المتصدقين، وهذه أجور عظيمة تدخله أعلى فرادس الجنان إن شاء الله تعالى.
وقد روى المفسرون عن حسن البصري رحمه الله أنه قال في هذا الموضوع: "لا يدع عليه، وليقل: اللهم أعني عليه، واستخرج حقي منه."
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.