2014-12-26 • فتوى رقم 71054
بسم الله الرحمن الرحيم
أزور المقبرة للترحم على أبي وأمي وأجلس لبعض الوقت عند القبرين وأقرأ عندهما القرآن أو يقرأ أحد القراء المتواجدين لهذا الغرض وأعطيه قدرا من المال.
أكرر الزيارة مرارا
فما حكم الشرع فيما أفعل؟ وهل في هذا خير لوالدي المتوفين ؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلك أن تقرأ القرآن أنت أو يقرأه أحد دون اشتراط أجرة، قد اختلف الفقهاء في جواز الاستئجار لقراءة القرآن وأخذ الأجرة عليها، فذهب المالكية والشافعية إلى جواز الاستئجار على قراءة القرآن، وقال الشافعية: وإذا قرأ جنباً ولو ناسياً لا يستحقّ أجرةً.
وذهب الحنفية والحنابلة إلى أنه لا يصحّ الاستئجار على القراءة.
قال ابن عابدين من الحنفية: والاستئجار على التّلاوة وإن صار متعارفاً، فالعرف لا يجيزه؛ لأنه مخالف للنصّ، وهو ما استدل به أئمتنا من قوله عليه الصلاة والسلام: « اقرءوا القرآن ولا تغلوا فيه، ولا تجفوا عنه، ولا تأكلوا به، ولا تستكبروا به »، والعرف إذا خالف النص يردّ بالاتّفاق، والذي أفتى به المتأخّرون من الحنفية جواز الاستئجار على تعليم القرآن لا على تلاوته خلافاً لمن وهم.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.