2014-12-28 • فتوى رقم 71087
السلام عليكم
شيخي بشأن العادة السرية أنا صار عمري 22 سنة، والحمد الله هي العادة لا أمارسها أبدا، لكن من فترة بضعة أشهر -الله يلعن الشيطان- تعلقت بهذه العادة، وأنا أعرف أنها حرام، ولا يجوز أن أفعلها، وصرت أحاول أني أبعد عنها بكل الطرق والسبل، وأنا لا أملك القدرة على الزواج بالوقت الحالي، ومن فترة حلفت يمينا وعاهدت ربي ألا أعود إليها والحمد الله بعدت عنها فترة جيدة، لكن أصابني كثير من ضيق النفس، والتعب منها، والشيطان لعب بعقلي، وصار على أي شيء تطلع عليه نفسي تفكر فيه بالسوء، وفكر بالعادة، ورجعت أفعلها، وأنا من داخلي لا أريد، لكن أريد أن أريح نفسي، ما حلها ليرضى الله عني، ويغفر لي يميني، وإسرافي في أمري، أنا من بني آدم، لست معصوما عن الغلط، الله يجعل ندمي مغفرة لمعصيتي،
فأفتيني بأمري وأنا لك من الشاكرين
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
أولا عليك كفارة يمين لمخالفتك ما عاهدت عليه الله، والعادة السرية ممنوعة شرعاً للذكر والأنثى، المتزوجين وغيرهم، لأضرارها النفسية والجسدية، إلا أنها باللمس أشد ضرراً، وإذا نزل بها المني (أو وصلت المرأة إلى الرعشة) يجب الغسل، وإلا فلا.
فعليك البعد عن أسباب المعصية، ودعاء الله تعالى وإعلان الضعف والعجز بين يدي الله تعالى، وطلب العون والثبات منه، وأن ييسر لك الزواج من فتاة تعفك، وكثرة التضرع له بذلك، وملء وقتك بأعمال مفيدة ونافعة تملئ الوقت، مع مراقبة الله عز وجل، والانشغال بطاعته ومراقبته وكثرة الذكر له، والتذكر الدائم للموت، وعليك مجاهدة النفس وعدم الاستسلام لها إن أمرت بما لا يحل، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا﴾ [العنكبوت:69]، وقال أيضًا: ﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى﴾ [النازعات:40-41]، وعليك بكثرة الصوم لقوله عليه الصلاة والسلام فيما أخرجه البخاري: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء) ففي الحديث حث للشباب المستطيع على الزواج، لأنه حصن ووقاية من الوقوع في المحرم، وفيه إرشاد لمن لم يستطع بعد تحمل نفقات النكاح ومؤنته أن يصوم ففيه وقاية للشاب من الوقوع في المعاصي.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.