2015-01-01 • فتوى رقم 71177
السلام عليكم ورحمة الله أعيش مع زوجي منذ خمسة عشرة عاما، وهو لا يصلي، مع العلم أنه ذو خلق حسن، وبار لوالديه، وقد دعوته كثيرا للصلاة لتلافي هذا التقصير مع الله عز وجل؛ ولأجل أولادنا الثلاث حتى يتعودوا على الصلاة منذ الصغر؛ لأنهم بدأوا يقلدون أباهم، ولا يستجيبون لي، ولكنه في كل مرة يرد علي بأجوبة قاسية، وأحيانا يؤدي إلى خلاف بيننا، إلى أن مللت، وتوقفت عن دعوته، وقلت في نفسي: علي بأبنائي، وحين قلت له أنني لن أدعوك للصلاة مرة أخرى بعد الآن، وإذ به يحمد الله على أنه ارتاح من إلحاحي بحجة أنه بار للوالدين، وهذا يكفي، هل هذا صحيح؟ وهل أرتكب ذنبا لتوقفي عن دعوته للصلاة؟ وهل هو آثم في كل هذا أم لا؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلابد من اغتنام أوقات الراحة والهدوء لنصحه بالكلام الحسن، فعلى زوجة تارك الصلاة أن تواصل نصحه بالصلاة، وتستمر في تعريفه بأهميتها في هذا الدين فهي عماده، وهي أول ما يحاسب عليه المؤمن من عمله يوم القيامة، روى الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه َقَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:(( إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلَاتُهُ، فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ، وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ)) رواه النسائي.
ولتذكره بالعذاب الذي أعده الله لتارك الصلاة، وعليها بالدعاء له في ظهر الغيب لاسيما في الثلث الأخير من الليل فإنه وقت إجابة، ولا تترك نصحه بالحكمة، ولا تكلف أكثر من ذلك، قال تعالى لرسوله الكريم محمد صلى الله تعالى عليه وسلم: (( إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ الله يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)) (القصص:56)
فإن فعلت ذلك واستمرت عليه أبرأت ذمتها أمام الله تعالى يوم القيامة، وإن قصرت ورضيت بتركه الصلاة، فإنها ستحاسب على ذلك يوم القيامة ولا شك، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ الله مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم: 6].
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.