2015-01-07 • فتوى رقم 71277
فضيلة الشيخ حفظك الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما حكم من وضع يده على المصحف وقال "أقسم بالله العظيم الذي له الأسماء الحسنة أنني (لا أتذكر) أني أشرت إليك بيدي أنك مجنون" ورفض أن يحلف أنه لم يفعلها أو أنها صدرت منه، علماً أنني أنا الذي طلبت منه أن يحلف بالله بعد أن أشتد الخلاف بيننا أنه أشار لي بيديه أني مجنون، وحلف وهو واضع يده على المصحف أنه (لا يتذكر هذا الأمر) وإنني كاذب في ادعائي، وعندما أردت أن آخذ المصحف وأحلف بالله أنه فعل هذا الأمر رفض بشدة، وأزاح المصحف عني، ما حكم هذه اليمين، وهل هي يمين غموس؟ وما الواجب أن أفعله أنا تجاه هذا القسم هل أصدقة أو أكذبه؟ والذي أعلم علم اليقين أنه كذب، وللعلم أن هذا الرجل سبق وأن كذب علي وكشف الله كذبه بما لا يدع مجالا للهروب من كذبته، ومن ساعتها وهو يحاول أن يلصق بي تهمة الكذب، ولم يستطع أن يفعل إلا أن يسقط على الكذب إسقاطا "ويحلف بالله كذبا لأظهر أنا الكاذب
وشكراً وجزاكم الله خير.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإن كان يعلم عند الحلف أنه كاذب في حلفه، فهي اليمين الغموس وهي اليمين على أمر ماض كذباً، وعلى فاعلها التوبة والإكثار من الاستغفار والندم والعزم على عدم العود لمثلها في المستقبل، وليس له كفارة سوى ذلك لأن الذنب أكبر من أن يُكفر، وقد حذر الله تعالى من الكذب في الأيمان فقال : ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً أُوْلَـئِكَ لاَ خَلاَقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [آل عمران:77].
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.