2015-01-07 • فتوى رقم 71280
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لي صديقة تسأل لأنها لا تجيد استخدام النت، تعلم أن الأقربين أولى بالمعروف، ولها أقارب فقراء، فتحاول مساعدتهم من مالها الخاص التي ورثته عن أمها، بأن تجعل كل شهر مبلغا تدفعه إلى هؤلاء الأقارب من مالها، ولكن عن طريق والدها لأنها تقيم بمحافظة بعيدة بالسيارة 8 ساعات، فلا تستطيع الذهاب إليهم شهريا، وخصوصا مع الأطفال، المشكلة أن والدها كبير بالسن، وله معاش، وهي تساعده فوق معاشه، ولكنه أبدا لا يقنع، ويشكو دائما، فأصبحت تزيده على ألا تمتد يده إلى مال الفقراء التي تدفعه شهريا، وقد عاهدت الله عليه، المهم تسأله إيصال المبالغ، فأحيانا يصدق وأحيانا لا، يأخذهم أو يخرج منهم هو حسبما يرى أفهمته أنه لا يجوز؛ لأن هذا عهد بهؤلاء الفقراء مع الله، هو كبير في السن، ولا تريد أن يموت غاضبا عليها، وبنفس الوقت يطالبها بأن تزيده باستمرار، ليس لحاجة ولكن لأن صديقه إرث، أو زاد معاشه أو وجد شغلا آخر، ويطالبها بأن تدفع له ما يساويه بهم، أو يدعو على نفسه بالموت أمامها، علما بأنه الحمد لله لا ينقصه شيء، وأولاده متزوجون، هو لا يقنع بما آتاه الله، دائما ساخط، علما بأن لها إخوة رجالا ونساء، وأغنى منها، ولكنه دائما يطمع فيها، المشكلة الآن أنها لا تستطيع أن تبعث لكل واحد منهم على حده أو دون معرفة أبيها مخافة أن يحدثوه بذلك، وهم كذلك مهما نبهت عليهم بشكل غير مباشر، وثانيا: أنه عهد مع الله لا تستطيع الحنث فيه، وثالثا أنها كلما بعثت إليه تصرف كما يحلو له في مال الله مرة يدخله مع ماله ومرة يعطيه لمن يرى أنه محتاج، ويتقاسم المال وكلما زادته حتى لا يقرب ذلك المال أخذ الزيادة والمال أيضا إلى أن مرت بضائقة مالية وعلمت كأنه إنذار من الله بأن المال لا يصل، وحينما تلطفت وبشكل غير مباشر حاولت لفت نظر أبيها فيغضب ويسخط ويعود لما كان عليه، العوائق هي أنها لا تستطيع شهريا أن تذهب إليهم، ولا تعطيهم شيئا بدون علمه،
ثانيا: لا تستطيع الحنث،
ثالثا: تخشى علمه منهم، فلا تستطيع أن تقول لا تخبروا أبي أو لا لأن الكلام سيصله، ثانيا قد يجدوا في قلبهم عليه، ولا تريد سخطهم عليه، علما بأن هؤلاء الأقارب نساء كبيرات في السن بلغوا 70 من العمر، وليس لهم، عائل أو ورث، لا زوج، ولا أولاد، والمبالغ زهيدة، ليست رواتبا، فما هو الحل؟ وهو لا يستمع إليها، وقد نبهته كثيرا بطريق غير مباشر أن يكون ممن يمنعون الماعون، علم بأنه هو من أخبرها بما يفعله إما لتزيده وإما لمعرفته أنها ستعرف منهم حتى ولو مصادفة، ولا تستطيع أن تدخل أحدا بالموضوع، وتخشى أن تجمع لهم المبالغ إلى أن تراهم فيموتوا قبل ذلك أو يكونون قد خططوا أنه شهريا يصلهم، كذا فيعتمدون على ذلك فيصيبهم الضرر، ولا تستطيع أن تبعث عن طريق أحد غير والدها لأنهم سيستغربون وهو سيسخط.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلها أن توكل أحدا آخر بإيصال المال إليهم دون المرور عبر أبيها، وإن حلفت على خلاف ذلك فلتكفر عن يمينها، ولا شيء عليها لو غضب أبوها من ذلك، وأسأل الله لكم التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.