2015-01-08 • فتوى رقم 71300
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيدة بالأربعين من العمر، لها ولد يدرس بالخارج، وهي تعيش وحيدة، وزوجها متوفى، لها أخ، ولكنه أناني ولا يعتمد عليه، ولا يهمه إلا نفسه ومصلحته، إن علم شيئا على أحد من إخوته لا يستره، ويتحدث به أمام الجميع، كأنه يضاحكهم، وإن كان يعلم أن ذلك يسوء إخوته، امرأته طويلة اللسان ، تتحدث علينا، ويبلغون الناس ما تحدثنا به، ويعاير أخانا بنا إذا رات شيئا علينا إذا ظلمتنا قال تحملوا أيرضيكم خراب بيتي وتشريد أولادي، ويعلم الله أننا لا نريد ذلك، ولكن على الأقل يوقفها عند حدها، وإذا أحد فينا أساء إليها جاء ليأخذ حقها منا، والأهم من ذلك أنها تتطاول عليه بذات نفسه، ولذلك حاولنا الاقتصار عنه حتى لا يعلموا أسرارنا ثم يعايرونا بها أو يهدروا من كرامتنا، وخصوصا أمام نسبائنا، أقع بين نارين يا شيخي أولهم: حينما أرى ساكنين العمارة أحتار وأقول هم ليسوا أحسن عندي من أخي، فأنا لا أكره الخير له، ولكن ما يحزنني هو شخصيته وسلوكه وأنانيته تجعله لا يعمل اعتبارا لمشاعر غيره، ويتدخل في أمور حياتي بحجة أنني امرأة وحيدة، والعجب حين يعلم احتياجي لا يلقي بالا، أو يتعلل بأنه ليس معه، يحب أن يعرف كل شيء عنا، وألا يعلم أحد عنه شيئا، والمشكلة أنه لو علم وعلمت امرأته كأن أسرارنا قد نشرت بجريدة، تجد الجميع يعلمون مما تأني، غير أنه في أقرب فرصة تعيرنا امرأته، يعني حتى لا يستر مشاكلنا، وقربه مني سيجلب لي الكثير من المشاكل التي لا يعلمها إلا الله، هل يجوز لي الدعاء بألا يجعله الله في نفس العمارة؟ علما بأنه غني ويستطيع الحصول على شقق أفضل من المكان الذى أقيم فيه، أم هذا الدعاء يغضب الله على هل يعد من الدعاء بإثم أو قطيعة رحم والله، أنا لا أريده أن يكون بجواري؛ كفا للمشاكل، ومنعا للتدخل في شؤوني، علما بأنني لست امرأة سوء وأطيع الله ما استطعت، وقد تكون عورتي التي لا أحب ان يتطلعوا عليها مشكلات اجتماعية، أو بيني وبين ابني فأنا أستر على ابني، وهي ليست معاصي، ولكن ربما مرحلة من مراحل عمره تكاسل عن الدراسة وأشياء أخرى في غير معصية لله، ولكن خاله لن يستر عليه، وكره ابني أخلاق خاله، وهو أيضا لا يحب جواره، ولا امراته، لما رأينا من مشاكل وسمعنا من كلام سابقا، تخيل أن تطاولت علينا أمامه لا يكفها عن إيذائنا، ويرى أنها مخطئة لماذا لأننا أخوته نستحمل من أجله، ولأنه إن تكلم ستفسد عليه معيشته، وتشتكيه في عمله، وابني قريبا سيخطب ويتزوج بنفس العمارة، فما العمل؟ وهل الدعاء بأن يرزقهم الله بشقة بغير المكان الذي نحن فيه وأحسن حرام من قبيل أن المسلم يحب لأخيه ما يحبه لنفسه؟ وما العمل؟ وما الدعاء؟
أفتنا يا شيخ بارك الله فيك.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا مانع من نصح هذا الأخ على انفراد في وقت الهدوء والراحة وبأسلوب لين وسهل ومع حكمة، ولا مانع من تقليل العلاقة به تجنبا للمشاكل، ولا مانع من الدعاء بألا يسكن بالجوار، وأسأل الله له الهداية العاجلة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.