2015-01-13 • فتوى رقم 71423
السلام عليكم
أما بعد: أنا أعيش في فرنسا منذ سنة، وأحيانا أذهب إلى مواعيد كي أكمل بعض المعاملات اللازمة فأؤخر الصلاة؛ لأني أكون مع زوجي بالسيارة، فهو لا يتوقف لي؛ لأنه لا يصلي، فلا يهتم، وأنا لا أعرف أماكن طاهرة أصلي فيها، فما حكم ذلك؟
وجزاك الله كل خير
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعليك أن تطلبي من زوجك التوقف لأداء الصلاة، والأصل أن كل مكان طاهر إلا إن علمت إصابته بالنجاسة، وإن لم يتوقف زوجك فصل في السيارة إلى القبلة جهد الاستطاعة أو إلى أي جهة إن لم تتمكني من استقبال القبلة.
وعليك بنصحه ليلتزم هو بالصلاة أيضا فعلى زوجة تارك الصلاة أن تواصل نصحه بالصلاة، وتستمر في تعريفه بأهميتها في هذا الدين فهي عماده، وهي أول ما يحاسب عليه المؤمن من عمله يوم القيامة، روى الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه َقَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:(( إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلَاتُهُ، فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ، وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ)) رواه النسائي.
ولتذكره بالعذاب الذي أعده الله لتارك الصلاة، وعليها بالدعاء له في ظهر الغيب لاسيما في الثلث الأخير من الليل فإنه وقت إجابة، ولا تترك نصحه بالحكمة، ولا تكلف أكثر من ذلك، قال تعالى لرسوله الكريم محمد صلى الله تعالى عليه وسلم: (( إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ الله يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)) (القصص:56)
فإن فعلت ذلك واستمرت عليه أبرأت ذمتها أمام الله تعالى يوم القيامة، وإن قصرت ورضيت بتركه الصلاة، فإنها ستحاسب على ذلك يوم القيامة ولا شك، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ الله مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم: 6].
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.