2015-01-13 • فتوى رقم 71430
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إذا كان الإنسان يصلي ولكن تفوته بعض الفرائض، أحيانا يقضيها وأحيانا ينسى عددها، فهل الإكثار من النوافل يجزيها أفضل أم يصلي مع كل فرض فرضا؟ علما بأن ذلك صعب عليه، حقيقة إذا كان لا يلتزم بالفرائض، ويسأل الله أن يعينه على الالتزام بها، فكيف له بالالتزام بالفائتة؟ قلبه يميل إلى الإكثار من السنن بتوفيق الله لأنه مشكلته الديمومة، لكن لو صلى كل يوم ركعتين بنية أن يقضي ما عليه من الصلاة الفائتة وهي أقل بكثير مما مضى، ومات، هل يسامحه الله عملا بقول أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل، بمعنى صعب عليه أن يصلي 17 ركعة فائتة بجانب الركعات اليومية، وبجانب السنن، وصلاة الضحى، وصلاة القيام، في النهاية لن يعمل شيئا، أريد شيئا مبسطا يداوم عليه، ويقضى ما فاته، ويتقرب إلى الله، فكيف؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
الصلوات الفائتة تبقى ديناً في ذمة الإنسان المسلم ولا بد من قضائها، فكل ما هو مطلوب منك الآن أن تقدر وتخمن ـ بحسب اجتهادك الأوقات التي تركت الصلاة فيها بعد بلوغك، ثم تقضي ذلك بحسب قدرتك وإمكانك على مهلك، فتقضي مع كل صلاة وقتية صلاة سابقة أو أكثر، ولك أن تقضي الفروض السابقة بدلاً من السنن الحالية إذا تعذَّر الجمع بين القضاء والسنن، لأن الفروض مقدمة على السنن، وأسأل الله تعالى لك القبول، وأرجو أن توفق مع ذلك إلى توبة نصوح مقبولة إن شاء الله تعالى، وإن الله تعالى يفرح كثيراً بتوبة عبده، ويباهي بها الملائكة. وأرجو لك التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.