2005-12-18 • فتوى رقم 715
السلام عليكم: أسال الله أن تكونوا بصحةٍ وعافيةٍ، وبعد: لدي زوجةٌ من عشرين عاماً، أصيبت قبل بضع سنين بمرضٍ نفسيٍ، فبدأت تتخيل أشياء لم تحدث، أو تتصور أن أحداً يراقبها، أحياناً تتحسن حالتها وأحياناً تسوء، ولاتحب العمل في البيت، وقد راجعنا أكثر من طبيبٍ، ولدي أولادٌ مراهقون, الآن أنا قد تزوجت امراةً لتقوم باحتياجاتي، وهي بحقٍ ترعى أولادي وزوجتي الأولى، حتى أنها تجلب الطعام لضرتها، لكن الزوجة الثانية لا تقبل أن أبيت ولاحتى ساعةً واحدةً في غرفة زوجتي الأولى، لكونها هي التي تعمل في البيت من غسل الملابس للجمبع والطبخ للجميع مع تنظيف البيت، فهل يجوز ذلك شرعاً، علماً أن زوجتي الأولى لاتلح علي المبيت عندها؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
لقد أحل الإسلام تعدد الزوجات ولكن بشرط العدل بينهن، فإن لم ينو الزوج العدل حرم عليه التعدد، قال تعالى: (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلا تَعُولُوا) (النساء:3)، والعدل يكون في كل شيئٍ مقدور علبه، ،كالنفقة والمبيت وغير ذلك فإن لم يستطع الإنسان أن يعدل فلا يجوز له التعدد، وعليه فلا يجوز لك تلبية هذا الطلب، وعليك العدل في المبيت بينهما.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.