2015-01-24 • فتوى رقم 71667
السلام عليكم
أنا متزوجة من عام وثلاث أشهر، تزوجنا أنا وزوجي ليس عن حب ولا اقتناع، بل لأنه فقير جدا، وأنا غنية، ولأنني كنت بحاجة ماسة لرجل بجانبي، قبل الزواج لم يبد لهفة إلا قليلة علي، وهو غير موظف، وأنا موظفة، وهو لا يعمل، وهناك شيء آخر أنه هو طويل وأنا قصيرة، على ضوء هذين الشيئين كل حياتي، مهما تكلمت معه بطريقة جيدة يفهم كلامي على أنه إساءة وإهانة له، لا يعمل، وأنا أفهم كلامه على أنه إهانة لي أنني قصيرة، لكني أدركت مع الوقت أنه بعد الزواج لم يحبني ولم نتفق على شيء إلا فيما ندر، حتى في العلاقة الزوجية لا يريد إشباع نفسه عن طريقي ويحرم نفسه، أشعر الآن أن الحل الوحيد هو الطلاق، أريد الكلام عني، لقد بررت أمي طيلة حياتي مريضة وخدمتها ونظفت الفضلات من تحتها، وعندما أطعت أبي في أمور الزواج خسرت وتبين لي أنني فعلت الشيء الخطأ، فقط لأنني اعتقدت أنني سأطيعه وهو لم ير هذا أساسا، لم يفيدني بر الوالدين في حياتي، تكاد تنهار ثقتي بالله بعد الزواج، فقد دعوت كثيرا جدا، وكان الجميع يقول لي ستتزوجين أفضل زواج بسبب حسن برك وكرمي مع أمي بالمال.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعليك أن تصبري على ما يكون من زوجك ما دمت قادرة على الصبر، ولتحاولي نصحه باستمرار وتطييب خلقه، وتتحايلي في تغيير طبعه، مع تجنب ما يثير المشاكل قدر الإمكان، واستعمال الحكمة في كل ذلك، فكل شيء ممكن أن يكون بالحكمة والموعظة الحسنة، ولك أن توكلي أهل المكانة والرأي لينصحوه ويعظوه..، ولتجتهدي في تحسين خلقك تجاهه أيضاً، وأكثري من دعاء الله تعالى بإصلاح الأحوال لاسيما في الثلث الأخير من الليل فإنه وقت إجابة، وأسأل الله لكما الحياة السعيدة الرغيدة.
فإذا عجزت عن الصبر فلك طلب الطلاق بسبب الضرر أو الشقاق، وإنك لا تعلمين ما هو الخير فالله تعالى هو وحده علام الغيوب، فثقي به، وأوكلي أمرك إليه، وأسأل الله لك التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.