2015-01-24 • فتوى رقم 71672
السلام عليكم
أنا امرأة متزوجة، عمري 35 متدينة ملتزمة بديني وحجابي، ولا أزال ملتزمة، ولكن منذ ثلاثة أعوام تعرفت على شخص على النت، وإلى الآن أتكلم معه، وأشعر كأنني أصبحت أحبه، وأتخيله بدل زوجي بكل شيء، الكلام الذي يدور بيننا عن الحب والغرام، لا نتكلم بشيء إباحي، فقط غزل وغرام، أنا أحاول أن أبعد عنه، لكن لا أستطيع، أنا التجأت لهذا الشخص؛ لأني أشعر بنقص مشاعر من زوجي، فوجدتها بهذا الشخص، فأنا قبل التعرف عليه كنت مكتئبة يائسة، كان زوجي يتركني طول النهار، يأتي آخر الليل، لا يجلس معي كثيرا، وعندما تعرفت على هذا الشخص أصبح قلبي ينبض من جديد، وعادت الحياة لي، لكن أشعر بالذنب، وضميري يؤنبني لفعلي هذا، وأتذكر الله وعقابه لي، وأتألم كثيرا، لكن لا أستطيع التخلي عنه، وأنا منذ أن تعرفت عليه شعرت كأن قلبي تغير وأصبح قاسيا اتجاه كل شيء، وأشرد دوما، وأفكر بكل شيء، حتى وأنا أصلي وأقرأ القرآن، لقد تغيرت كثيرا عما كنت عليه قبل التعرف على هذا الشخص، أرجوكم أريد أن أعود كما كنت، وأنا أنسى هذا الشخص، وأن أرضي ربي ولا أغضبه وأعصيه.
ساعدوني جزاكم الله خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا شك أنك أخطأت وأثمت ولعبت بالنار... وعليك الآن أن تطيلي الندم وتكثري من الاستغفار والتضرع إلى الله تعالى بالتوبة النصوح، وعليك أن تقطعي صلتك بكل رجل أجنبي عنك، وأن تتخلصي من الوسيلة التي تتصلين من خلالها بذلك الرجل، وقد أمهلك الله كثيرا وسترك، فأرجو أن توفقي لتوبة نصوح، وبإمكانك أن تنصحي زوجك بأن يعتني ويهتم أكثر، فلا بد من نصح الزوج بالحكمة واغتنام أوقات الراحة فذلك أدعى للقبول، وعليك أن تصبري على ما يكون من زوجك ما دمت قادرة على الصبر، ولتحاولي نصحه باستمرار وتطييب خلقه، وتتحايلي في تغيير طبعه، مع تجنب ما يثير المشاكل قدر الإمكان، واستعمال الحكمة في كل ذلك، فكل شيء ممكن أن يكون بالحكمة والموعظة الحسنة، ولك أن توكلي أهل المكانة والرأي لينصحوه ويعظوه..، ولتجتهدي في تحسين خلقك تجاهه أيضاً، وأكثري من دعاء الله تعالى بإصلاح الأحوال لاسيما في الثلث الأخير من الليل فإنه وقت إجابة، وأسأل الله لكما الحياة السعيدة الرغيدة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.