2015-01-26 • فتوى رقم 71711
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فضيلة الشيخ، لقد كثر في أيامنا هذه جيل من الأبناء لآباء مسلمين وأمهاتهم أجنبيات، ويخرج الأولاد على دين الأم، وغالبيتهم ملحدون بسبب ترك الغربيين لدينهم، وبسبب تراخي الأب في تعليم دينه لأبنائه، ما حكم الشرع بهذه الصلة بين الأب وهؤلاء الأبناء؟ وهل إذا أنجبوا أولادا من أجانب أيضا وبدون زواج يعتبرون أحفادا للجد المسلم؟
أفيدونا حفظكم الله فهذا موضوع شائك ويتعلق بالأنساب على ما أعتقد.
بارك الله فيكم ورعاكم.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالأب والأم المسلمان، والأب المسلم وحده إذا كانت الأم غير مسلمة، مسؤولان عن تربية أبنائهم وبناتهم، وهما مؤاخذين بتقصيرهما أو تربيتهما على غير القيم والمبادئ الإسلامية الذي ترضي الله تعالى، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ الله مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم:6].
وروى البخاري ومسلم من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(كلكم راع ومسئول عن رعيته، فالإمام راع وهو مسئول عن رعيته، والرجل في أهله راع، وهو مسئول عن رعيته، والمرأة في بيت زوجها راعية، وهي مسئولة عن رعيتها، والخادم في مال سيده راع وهو مسئول عن رعيته، قال فسمعت هؤلاء من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحسب النبي صلى الله عليه وسلم قال: والرجل في مال أبيه راع وهو مسئول عن رعيته فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته).
علماً أن مسؤولية الوالدين لا ترفع مسؤولية الأبناء، فالكل محاسب عند الله تعالى على أخطائه.
ومن ولد من سفاح دون زواج فلا ينسب للزاني بل ينسب لأمه فقط.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.