2015-01-27 • فتوى رقم 71740
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيدة مطلقة كانت تحب مطلقها كثيرا، وكثيرا ما انتظرته حتى يعود إليها، وهو من طلقها، صبرت لعل الله يهديه إليها، ولكنه منغمس في الشهوات وعلاقته النسائية، والتي كانت سببا في طلاقها، يأتيها الخطاب الكثير، وكانت ترفض على أمل أن يصلح الله هذا الشخص، وتدعو الله له أن يكشف عنه غفلته، يشعر بأن جميع النساء التي يعرفهم بالحرام يحبونه، ولم يفرق بين زوجته التي أحبته وحافظت على نفسها له بحلال الله وواحدة أعطته نفسها بالحرام، وهو يغدق عليهم المال، وتقول له: بأنها تحبه أيضا وله وحده، كيف يثق بمن أعطته نفسها بالحرام ومازالت ويساويها بامرأته التي مع حبها الشديد له إلا أن الله خيرا وأبقى، وتسأل الله الثبات، ظلمها بأن ساوها بهؤلاء النساء هداهم الله وغفر لهم، ومن يعصم من المعاصي هو الله، ولا فضل لعبد، تسأل: يأتيها الكثير من الخاطبين وترفض، أولا: لجراحها، وثانيا: لأنها مازال مطلقها في قلبها عسى الله أن يهديه، فتخشى أن تتزوج بآخر فتظلمه؛ لأن قلبها معلق بمطلقها، شيخ هو ليس أجنبي عنها حتى تغض بصرها، فقد كان زوجها وتحفظ تفاصيله عن ظهر قلب، فهل رفضها لخاطبيها يعد رفضا لنعم الله أم هل انتظارها له تضييع لعمرها؟ هي لا تعرف ماذا تفعل، سنوات العمر تمضي ولا تريد أن تتسبب بظلم إنسان، ويمكن أطفالها إن قدر لها أطفال منه، وتخشى من ضياع سنوات عمرها في انتظار أمل لا تعرف إن كان سيتحقق، وتخشى أن يكون رفضها تبطر على النعم، وتخشى ظلم شخص آخر ليس له أي ذنب إلا أنه قدرها واحترمها وجاء لخطبتها، وتخشى رفضه أن يكون تبطرا على نعمة ربما لا تعود، مع العلم أن مطلقها أكيد فيه صفات حسنة كثيرة، وإلا لما تعلقت به، ولكن الكبائر التي كانت سببا في طلاقه منها وأصدقاء السوء، هي لا تريد، لن يعود إليها، هي تريد أن يعود لدينه أولا، ثم إليها حتى يستطيع أن يميز بين الحلال والحرام، وزوجته أخذها بشرع الله، وصديقته كما يقول أوقفت نفسها له وعلى قوله ليست واحدة بل كثيرات لدرجة أنه متصور أنه معمول له سحرا، أو قد ركبه جني يجعل كل امرأة تراه تحبه، ساعات تحمد الله تارة أنه تركها من أفعاله، وتشفق عليه تارة من أفكاره، وتشفع له عشرتها معه تارة، وتدعو الله له كثيرا بالهداية، ولم يعد لديها ثقة بالرجال، فزوجها كان شيئا وأصبح شيئا، كيف لها أن تميز الحسن من الخبيث؟ وأن تبدأ حياة جديدة؟ وهل تستطيع ذلك دون ظلم الطرف الآخر؟ وتخشى الطلاق مرة أخرى.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فأنصحها بالزواج من صاحب خلق ودين وسمعة طيبة في الناس إن تقدم لخطبتها، وأوصيها بصلاة الاستخارة فبها يوجهك الله تعالى إلى ما فيه الخير إن شاء الله تعالى، فهو وحده علام الغيوب، وصلاة الاستخارة تكون بصلاة ركعتين لله تعالى نفلاً في وقت تكون فيه نفس المصلي مطمئنة ومرتاحة، ويحسن أن تكون بعد صلاة العشاء، وفي غرفة هادئة، فيصلي المستخير لله تعالى في أمر مباح ركعتين، ثم يجلس بعدهما متجها للقبلة ويدعو الله تعالى بدعاء الاستخارة المأثور، (اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر .... خير لي في ديني ومعاشي وعاقبةِ أمري فاقدره لي ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر ... شر لي في ديني ومعاشي وعاقبةِ أمري فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم رضني به)، ثم يسمي حاجته، ثم يغمض عينيه ويتفكر في قضيته التي يريد الاستخارة فيها، فإن انشرح قلبه لها مضى فيها، وإلا أعرض عنها، فإذا لم يحس بشيء يصلي لله تعالى ركعتين مرة ثانية، ثم يدعو الله تعالى مثل الأولى، ويتفكر أيضا ، فإذا لم يتضح له شيء يعيد الصلاة والدعاء والتفكر إلى سبع مرات، ثم ينام ويترك أمره لله تعالى، وهو سوف يوفقه إلى ما فيه الخير من حيث لا يدري إن شاء الله تعالى. وليس هنالك سور محددة لصلاة الاستخارة، وإذا قرأ المستخير في الركعة الأولى (قل يا أيها الكافرون)، وفي الثانية (قل هو الله أحد)، كان حسناً.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.