2015-01-30 • فتوى رقم 71775
أنا أكره خالتي، لكن ليست بصورة الحقد أو الحسد أو البغض، ولكنه غل شديد في بعض الوقت، ويزول بعد مدة بسيطة، وأصبح أستغفر الله لكي يغفر لي، ولكي يرزقني محبتها أو على الأقل عدم التفكير في الذي فعلته لي؛ لأني أصبح إنسانة أخرى في داخلي غل كبير لما فعلته لي في طفولتي، وإلى الآن وهي تفعل إلا أنني ابتعدت عنها، وأصبحت صلتي بها لا تتجاوز تحية الإسلام والسؤال عن الحال؛ لأني لا أعرف المجاملة على من المعقول أدردش معها، وهي من ضربتني في يوم من الأيام وأنا طفلة، هل أدردش معها وهي من أساءت لي واغتابتني؟ ولكن أمي زعلانة مني لأني اكتشفتني بأني أكره أختها، ودائما تدعو بالشر علي من يحسد أختها، وأصبحت أحس كأنها تدعو علي، مع أني أنا لا أحسد ولا أعرف الحسد، حيث أنني عندما أردت الاعتراف لأني على ما كانت تفعل بي أختها لم تسمع كلامي ولم يؤثر بها أصلا، فأنا لا أعلم ماذا أقول سوى حسبي الله ونعم الوكيل (أرجو منك يا شيخ أن تنصحني؛ لأن أصبحنا أنا وأمي لا نحب بعضا مثل قبل، وأنا كلما أحسست بحبها لأختها والدعاء عني أحس بكره لأمي أحيانا، ويختفي هذا الشعور فورا ولله الحمد، فماذا أفعل لكي ترضي أمي عني؟ وأنا أصبحت أصرخ بصوت عالي عنها، وأنا مستاءة من نفسي، كيف أفعل ذلك وأنا ملتزمة وأخاف الله! أنا نقطة ضعفي أمي لا أعلم كيف أرضيها
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعليك نسيان ما فات، وفتح صحفة جديدة، ومحاولة التقرب والتودد لأمك وخالتك، ولا مانع من تبادل الهدايا فهي سبب في المحبة، قال تعالى: ((وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا ذُو حَظٍّ عَظِيم))[فصلت :35]، وقال سبحانه: (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَالله يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) (آل عمران:134(.وأسأل الله لك التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.