2015-01-30 • فتوى رقم 71784
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
واعذرني فضيلتكم على الإطالة
قصتي هي التالي، تزوجت منذ عشرة سنوات من ابنة خالي بعد خطبة دامت ثلاث سنوات، لم تخل من مشاكل وتسلط أهلي بقرارهم طلب ترك خطيبتي الدراسة الجامعية بحجة أن الفتاة معرضة في الجامعة للاختلاط بالشباب والفساد، وقد استجابت زوجتي لهذا الطلب، ثم تزوجت وعمري 25 عاما، قد تخرجت يومها من كلية الشريعة جامعة دمشق، ولم يتردد أهل زوجتي على قبولهم بي رغم الفروق المادية بيني وبينهم، فهم بوضع مادي جيد وأنا بالكاد أجد ما يعيلني ويسد حاجتي من مطعم ومشرب، أنا وزوجتي لم يقدموا على تزويجي منها إلا لمعرفتي بين أقراني أني طالب علم وصيتي الحسن بفضل الله ولا أزكي نفسي إن النفس لأمارة بالسوء، وبدأت المشاكل تباعاً من مضايقات لزوجتي من قبل أهلي عندما لم نرزق بأطفال بعد هذه السنوات كلها، علما أنني أنا صاحب المشكلة بعدم مقدرتي على الإنجاب وليست هي، الخلاصة أنها أي زوجتي عانت من أهلي الكثير ولم تعد قادرة على مواجهة أخطائهم وإساءتهم لها ولأهلها بالشتائم، بل وحتى بدفعها حتى وقعت أرضا مغمياً عليها، كان أهلي كلما قدموا من سورية لزيارتي ببيتي في جدة لبضعة أسابيع كل مرة تحصل بعض المشاحنات، ونادرا ما تتفق زوجتي معهم ومع طبيعة تفكيرهم ونمط حياتهم، فهم لا يرونها صواباً، وكذلك هي لا تر الصواب فيهم، أخيرا منذ تسعة أشهر قدم أهلي وهم أمي وأبي وأخي ذو العشرين عاماً وأختي ذات الاثني عشر عاماً من سوريا هرباً من جحيم الحرب والاعتقالات في سوريا، وقد عرفت أنه من المستحيل أن تتفق زوجتي معهم وتصلح الأمور لتسكنهم في بيتنا، مما دعاني أن أستأجر لهم بيتاً في مكة المكرمة بقرب بيت عمي حيث يسكن معه جدي وجدتي أهل والدي، وأقوم بزيارتهم أسبوعيا بل بالأسبوع أكثر من مرة، لكن في قرارة نفس أبي وأمي أنهم غير مرغوب بهم أن يسكنوا معي، خاصة بسبب المشاكل بين زوجتي وبينهم، خلاصة القول مشاكل وخلافات بينهم لا تنتهي، وتأتي أمي كل فترة وأخرى بفكرة أنها ستطلق زوجتي مني وتزوجني أخرى؛ لأنها بنظرها زوجة سيئة، مع العلم والله شهيد علي أنها تحملتني على الحلو وعلى المر، وعلى عدم مقدرتي الإنجاب، وقد أصبح عمر زوجتي 33 عاماً اليوم، وأنا 35 بلغ الأمر أقصاه، واتفاقم حتى اشتكتهم لأبيها وعمها إخوان أمي، وطلبت منهم أن يبلغوها بعدم رغبتها دخولهم بيتها، وبلغوا بهذا الشيء مما أثار غضب أمي وأبي، واعتبراني أنني مغضوبا، ونعتاني بكل صفة سيئة عندما أكدت لهم رغبتها تلك، وأنها تريد الابتعاد عنهم، كل في طريق، هي بطريق وهم بطريق، وإن اجتمعوا ذات مرة فلهم منها كل سلام واحترام، بينما أستمر أنا بزيارتي لأمي وأبي بمنزلهم الذي استأجرته لهم بمكة وبرهم وخدمتهم والعمل على إرضائهم، وهذا ما كلمت به أمي وأبي، لكنه لم يرق لهما، واشتاطوا غضبا وغيظا ثم وضعا لي ثلاثة خيارات علي أن اختار بينها لا خيار رابع لهم، الأول: أن نعدل أنا وزوجتي عن قرارنا عدم رغبتنا بزيارتهم لنا ببيتنا بجدة وهو ما لا ترضاه زوجتي نهائياً حتى لو قطع عنقها، والخيار الثاني: أن أطلق زوجتي وأكن بنظرهما باراً لهما، وأما الخيار الثالث: أنهما لا يرغبان أي أبي وأمي برؤيتي وغضبهما علي.
أفتوني جزاكم الله خيراً، فقد ضاقت بي السبل، واختلط علي الحق بالباطل، هل يرضي ربي أن أطلق زوجتي أم يرضيه أن أستبقيها زوجتي وأذهب لزيارة أمي وأبي وبكائي عند أقدامهم رجاء أن ترضى قلوبهم علي، ولعل الله يحدث بعد ذلك أمرا وصلحاً ما بيننا وبينهم.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالحل أن يزورك أبواك في منزلك، ولا يقيما عندك إقامة دائمة، وأسأل الله لك التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.