2015-01-31 • فتوى رقم 71791
لسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الفاضل أنا فتاة موسوسة جدا، ومصابة بسلس البول قليلا، وهناك أمور تسبب نزول البول مني دون أحيانا وأنا أعلم بها، ولكني قد أسهو أو أتكاسل فلا أتجنبها، كأن أكون بحاجة أن أكح مثلا وأنا أعرف أني إذا كححت قد ينزل مني بولا، وإذا شربت قد أتجنب الكحة ولكني لا أقوم لأشرب حتى أكح فينزل مني بول، أو أستحم بماء ساخن وأنا أعلم أنه قد يتسبب في نزول البول، ولكني أخاف المرض في استخدمه، أو أكون في الصلاة وأحس بأنه قد يخرج مني ريح فأكتمه خاصه إن كان إحساسي بسبب الوسوسة، فإذا حدث ونزل مني شيئا أقول أني كان يمكنني تجنبه ولم أفعل، فهذا لا يعتبر بسبب المرض وأنا أعتبر نجسة الآن، ولا يشملني عفو المريض، فهل هذا صحيح أم لا؟ كما أنني برغم تحفظي ولكني دائما ما أحس بأن شيئا من البول خرج ولمسته يدي، وأنا أعلم أن هذا غالبا وسوسة، وخروج البول أصلا في معظم الوقت وسوسة، وليس حقيقيا، ولكني أقوم بغسل يدي كل بضعة دقائق لإحساسي بأن بولا أصابها، وعند غسلها قد يأتي ماء على ثيابي أو جسمي فأقول إنها تنجست، ويجب تغيير الثياب أو غسل ما أصاب جسمي، وإن الماء أكثر من المقدار المعفو عنه فأبقى أغسل شيئا وأحس بوصول الماء للآخر، وأقضي معظم وقتي إما أستنجي أو استحم، وأغير ملابسي عدة مرات خلال اليوم، حتى تعبت، فما الحكم في هذه الأمور؟
جزاكم الله خيرا.
وأعتذر عن الإطالة ولكني أعاني جدا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فأنصحك بمراجعة طبيبة مختصة نفسية، أو طبيب مختص إن لم توجد الطبيبة، فهذه وسوسة، وعلاجها: تجاهل أفكارها، وترك السؤال عنها، وعدم العمل بمقتضاها.
والوسواس مرض نفسي كسائر الأمراض الأخرى، يصيب كثيراً من الناس، ولا ينبغي الاستسلام له أو الخوف منه، ولكن لا بد من الدعاء إلى الله تعالى بصرفه، مع تجاهل تلك الأفكار تماما وعدم الوقوف عندها.
وأرجو أن تكثري من قراءة القرآن والصلاة على النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، فهي تشرح الصدر وتيسر الأمور كلها، وسوف أدعو معك الله تعالى أن يصرف ويخفف عنك ما أنت فيه إن شاء الله تعالى.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.