2015-02-01 • فتوى رقم 71817
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دكتورنا الفقيه الكريم بعد التحية والسلام
موضوع السؤال هو حول القبور في مقبرة الصلبيخات والجهراء وصبحان في دولة الكويت.
شيخنا لقد لفت نظري حال القبور في المقابر السنية في دولة الكويت، فشواهد القبور يكاد أغلبها اندثر ويداس بالأقدام، فأصبح الفرد لا يستطيع تميز أصحاب القبور عن الأرض أو بعضهم البعض، ولاحظت في قبور تابعة لأهل السنة في دول عربية أخرى كبلاد الشام والعراق ومصر ودولة الإمارات العربية المتحدة وجود شواهد كقبور المقبرة الجعفرية (أضرحة) فأرجو من فضيلتكم إعطائي فتوى حول قضية بناء القبور، وما مدى صحة هذا الأمر، فهل البناء على القبور جائر شرعا؟ وهل هناك ضوابط تنظم الأمر مع الإسناد؟
شاكرا لكم مع خالص الدعاء بالسداد والتوفيق من العلي القدير.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا خلاف بين الفقهاء في استحباب رفع التراب فوق القبر قدر شبر، ولا بأس بزيادته عن ذلك قليلاً على ما عليه بعض فقهاء الحنفية، ليعرف أنه قبر فيُتوقى ويُترحَّم على صاحبه، ولا يزاد على ذلك.
ولا مانع أيضاً من بناء بعض أحجار على القبر إن كان في منحدر بحيث يخشى على القبر من الانكشاف بسبب الأمطار وكانت ضرورية لتثبيت القبر، أو لحمايته من العوامل الطبيعية من ماء أو هواء أو حرارة شمس أو غير ذلك، وذلك رعاية لحرمة القبر وحرمة الميت، وذلك مطلوب شرعاً، ما لم يكن هنالك مغالاة في اختيار نوعية الحجر وزخرفته، مما يعد إسرافاً ويتعدى حدود الضرورة الشرعية في ذلك، فإن زاد عن حد الضرورة كُره كراهة شديدة، وقد اكتفى النبي صلى الله تعالى عليه وسلم بوضع جدر واحد على قبر أحد الصحابة رضي الله تعالى عنهم ليتعرفه.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.