2015-02-01 • فتوى رقم 71836
السلام عليكم
مرضت الأم بسبب خطأ طبي أجري لها، وشل نصفها بعد العملية بأسبوع، وأصبح حالها يتدهور، وحاول بعض أولادها أن يراعيها ويذهب بها إلى المستشفى، لكن قوبل طلبه بالرفض من اثنين من أولادها، وأنه لو تم نقلها من بيتها إلى المستشفى الحكومي فإنهم لن يزوروها، وستقع مشاكل مع الابن الأول، حيث أنهما يريدان أن يذهبا بها إلى مستشفى خاص، لكن الإمكانات المادية لا تسمح، وشرح لهم الابن الأول هذا الأمر، لكن لا فائدة، وكانا يحاولان أن يحصلا على المبلغ ليتم نقلها إلى المستشفى الخاص، لكن المبلغ أكبر من إمكانات الأبناء كلهم، وظلت الأم في المنزل وحالتها تسوء، ويتم إعطاؤها الأدوية التي يصفها لها الطبيب المختص بحالتها، لكن لا فائدة، وظلت الأم على هذا الحال لمدة شهر، وفي أحد الأيام تدهور حالها وقام الأبناء المعارضون بالاتصال بالابن الأول وتم نقلها للمستشفى الحكومي، مع أنهما لم يكونا موافقين عليه، وأقسموا على عدم نقلها إلا للمستشفى الخاص، وتم نقلها، لكن أخبرهم الطبيب أن حالها متأخرة وكان يجب إحضارها من فترة، وبعدها بأيام توفيت الأم، فهل يحق للابن الأول أن يعاتب أخويه اللذين كانا يعارضان ذهاب الأم للمستشفى الحكومي وألا يتعنتا في البداية؟ وهل على الأبناء المعارضين من إثم؟ وهل يمكن القول إن الله يختار العبد ليكون سببا في مثل هذه الحالات؟
جزاكم الله خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فليس له أن يعاتبهما لكن يرضى بما كتب الله وقدّر، والأسباب كلها خادمة لقضاء الله وقدره، وأسأل الله لها الرحمة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.