2015-02-07 • فتوى رقم 71922
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا أعمل في شركة سياحة وسفر، وهذه الشركة تعتمد على زبائن معينة فقط، تحجز لهم ولا ترضى أن تحجز لأحد آخر، ونظرا لخبرتي الطويلة في هذا المجال فقد قررت أن أعمل لنفسي خارج وقت عملي الرسمي بما لا يتعارض مع عملي في الشركة، ولا يوجد أي اعتراض من الشركة على ذلك، وهذا ليس موضوع السؤال إنما هو للتمهيد فقط، أنا قوم بحجز تذاكر لأي شخص يطلب مني شخصيا، سواء كان صديقا أو قريبا أو شخصا غريبا، وهؤلاء الأشخاص لا يطلبون هذه التذاكر من شركتي، بل هم يطلبوها مني أنا، بمعنى أن الشخص منهم يتصل بي ويقول: أريد تذكرة على يوم كذا، ولا يطلب مني أن أحجزها من شركتي أو من شركة أخرى، ولا يعلم اسم الشركة التي أعمل بها، ولا طبيعة عملي فيها، بمعني أدق هو لا يعلم أي شيء عن شركتي، هو فقط يعرفني أنا؛ لذلك يتصل بي ويسألني عن سعر التذكرة، وأنا أذكر له السعر، فإن وافق وارتضى حجزت له، وإن رفض انتهى الموضوع، سؤالي الآن: أنا أعدت نفسي لهذا العمل، بمعني أني اشتركت في باقة اتصالات مرتفعة حتى أستطيع أن أتحدث مع أي شخص يطلب مني هذه التذاكر، وأيضا لابد أن يكون عندي إنترنت طوال الوقت، كما أني أستخدم مالي الخاص في حجز هذه التذاكر أو أشتريها من شركات أخرى ثم أبيعها لهم، وأعرض نفسي للمخاطرة؛ لأنه يحدث أحيانا بعد أن أحجز التذكرة يتصل بي الزبون ويقول: لا أريدها فأتحمل أنا الخسارة، كما أنني أذهب إلى الشخص الذي يريد التذكرة في بيته أو في عمله وأوصل إليه التذكرة، وهذا يترتب عليه استهلاك سيارتي واستلاك بنزين وما إلى نحوه، ودائما ما يكون ذلك خلال فترة راحتي، فأنا بدلا من أن أجلس مع أولادي مثلا فأنا أقطع فترة راحتي وأبحث على الإنترنت عن أسعار التذاكر وأحجزها لهم، وأوصلها لهم، وأحيانا أشتري هذه التذاكر من دولة أخرى وأحول لها النقود، خلاصة الموضوع أني أتعب من أجل ذلك وأبذل مجهودا ووقتا، وكما ذكرت لكم أني أشتري هذه التذاكر أولا إما من مالي الخاص أو من شركة أخرى، وأحيانا لا يدفع لي أحدهم مبلغ التذكرة كله في الحال، بل يؤجل المبلغ إلى أكثر من يوم أو أسبوع أو شهر، وبناء على كل ما سبق فأنا أريد أن أربح من هذا الموضوع حتى أجني ثمرة تعبي وجهدي، وحتى أعوض هذا الوقت والجهد الذي أضيعه على هذا العمل، وسؤالي هو: هل يجوز لي بعد كل ما شرحته لكم أن أبيع هذه التذاكر لهؤلاء الأشخاص بطريقة المساومة؛ بأن يسألني الشخص منهم عن سعر التذكرة، وأنا أقول له: السعر كذا، فإن وافق حجزت، وإن لم يوافق لم أحجز، أم لابد علي أن أذكر له تكلفة التذكرة أو سعر التذكرة الحقيقي ومقدار عمولتي؟ مع العلم أني أرى أني لست بحاجة إلى ذكر ذلك له؛ لأن هذا الشخص أولا لم يطلب مني هذه التذكرة من الشركة التي أعمل بها، ولم يحدد لي مكانا معينا لكي أحجز منه هذه التذكرة، ولم يسألني عن سعر التذكرة الحقيقي، ولا عن مقدار عمولتي، هو فقط يتصل ويقول لي: أريد أرخص تذكرة من مطار كذا إلى مطار كذا، وأنا كما ذكرت لكم أعدت نفسي لهذا العمل وهو لا يقدر مقدار تعبي وجهدي ووقتي الذي أبذله مقابل حجز هذه التذكرة، هو كل الذي يهمه أن يريد تذكرة رخيصة، بعض الشيوخ الذين سألتهم عن هذه الحالة ذكروا لي: أنه يجوز لي أن أبيع بيع مساومة، ولا يلزمني أن أخبره بمقدار العمولة؛ لأنه لم يطلب هذه التذاكر من الشركة التي أعمل بها بالتحديد، ولم يحدد لي مكانا معينا أذهب إليه وأشتري هذه التذكرة، بل هو يريد تذكرة سعرها مناسب في ميعاد معين وحسب، والبعض الآخر قال لي: لابد أن أخبره بسعر التكلفة أو السعر الحقيقي ومقدار العمولة؛ لأني أعتبر وكيلا عنه، وأنا كما ذكرت لكم أعدت نفسي لهذا العمل، ولا أريد أن أكون وكيلا لأحد أو نائبا عن أحد، فأنا أثمن جهدي وتعبي وآخذ مقابله عمولة؛ لأني عندما أقول له مثلا إن عمولتي وليك 5 دينار فهو يفاصل معي فيها، ويقول لي: لا خذ 3 فقط مثلا، فما الذي يحملني على ذلك، أنا أريد أن أبيع بيع مساومة، ولا يهمني أن يعلم هذا الشخص أني أربح منه أو لا أربح منه، أنا أري نفسي تاجرا مثلي مثل أي تاجر آخر يعرض بضاعته، ومن يرضي بسعره يشتري منه، ونظرا لثقتي في علمكم الوفير فأنا أرغب من فضيلتكم في تحليل موضوعي وإعطائي الفتوى الصحيحة، هل أبيع بالمساومة أم أذكر سعر التذكرة الحقيقي ومقدار عمولتي؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلك أن تبيع التذاكر بشرط أن يعلم المشتري ان لك عمولة عليها.، وأسأل الله لك التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.