2015-02-09 • فتوى رقم 71965
قام شاب بحلف يمين واضعا يده على المصحف ألا يقوم بفعل شيء (سب خطيبته)، وبناء عليه تم زواجهما، وبعد بعض أشهر قام بضربها وسبها وسب الذات الإلهية، وبعدها تركت بيته، وعندما أراد مصالحتها وضع يده على المصحف أمام الواسطة للإصلاح بألا يضربها، وبعدها تم المصالحة للشك بأن الزوجة حامل، وبعد شهرين أخريين قام بافتعال مشكلة وسبها وضربها، مع العلم بأنها حامل، وغادرت الزوجة بيت زوجها، والآن هي عند أهلها، وعندما حاول الإصلاح حلف على المصحف كذبا بأنه لم يضربها، وبعدها صارح زوجته بالتلفون أنه يستغفر ربه وانتهت القضية، السؤال: ما حكم من يحلف يمينا على المصحف وهو يعلم أنه كاذب ويكرر ذلك، هل الاستغفار لوحده كاف؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإن كان الحف كذبا على أمر ماض فهو اليمين الغموس، وبعد الحلف لا بد من التوبة والإكثار من الاستغفار والندم والعزم على عدم العود لمثله في المستقبل، وليس له كفارة سوى ذلك لأن الذنب أكبر من أن يُكفر، ويحرم عليك أن تحلف وأن تجعل اليمين الكاذب مخلصك مما أنت فيه، لقوله تعالى: ﴿وَلاَ تَجْعَلُواْ اللهَ عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمْ أَن تَبَرُّواْ وَتَتَّقُواْ وَتُصْلِحُواْ بَيْنَ النَّاسِ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ [البقرة:224] وقال أيضاً: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً أُوْلَـئِكَ لاَ خَلاَقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [آل عمران:77].
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.