2015-02-09 • فتوى رقم 71975
لي صديق نصراني، أقوم بالمزاح معه -طبعا فيما لا يضر ديني- والتعامل معه، وإذا ما ضايقه أحد أو نال منه بالشتيمة مثلاً أعرض مساعدتي، وإذا اختصم مع أحد وكان مسلماً فإن كان له حق شهدت له به، وقد أعطيته من قبل هدية، وإذا ما جاء عيده أحاول أن أهنيه بكلمات لا تمس عقيدتي، مثلا: كل سنة وأنت طيب وهكذا، لا أهنئه على عيده بقدر ما أني أرد له المجاملة التي فعلها معي عندما أرسل تهانيه لي في عيدي، هل هذا يخرجني من الملة؟ مع العلم أني برغم كل هذا لا أرضى عن دينه وأعلم أنه كافر، هل بهذا أخرج من الملة والعياذ بالله؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا مانع من ذلك، ولا مانع من التعامل مع غير المسلمين ما دام ذلك لا يضر بالأخلاق ولا بالعقيدة، ولا يضر بجماعة المسلمين، وقد اقترض النبي صلى الله تعالى عليه وسلم من يهودي قرضا ثم وفاه إياه، وكان يزور جيرانه من غير المسلمين، وقال تعالى: (لا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) (الممتحنة:8).
فإذا أضر ذلك بمصالح المسلمين حرم للضرر.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.