2015-02-10 • فتوى رقم 71985
أنا مخطوبة، ولكني قمت بعلاقات تغضب الله، وجامعني شاب في الدبر، أي من الخلف، علما بأني عذراء، كل هذا قبل معرفة خطيبي، المشكلة الأكبر أنه حدث بعض التجاوزات أيضا مع خطيبي، ولكني وقتها شعرت بالذنب والخوف من الله، وكانت آخر مرة ارتكب فيها هذه المعصية، وتبت أنا وخطيبي، وربنا هدانا وتقربنا من الله، وكنت أنا السبب في هدايته وقربه من الله، ونساعد بعض على القرب من الله الآن، أنا أحكي لك هذه التفاصيل لكي تساعدني؛ لأني سأموت من الخوف من الله، أنا الآن نادمة ندما شديدا على ما فعلت؛ لأني كنت صغيرة في السن وغير قريبة من الله، ولكني تبت وطلبت من الله السماح والله سترني، هل يجب علي أن أخبر خطيبي بمعصيتي هذه؟ أنا لا أريد أن أخبره لكي أستر على نفسي؛ لأني تبت وأخاف من الفضيحة، ونادمة على ما فعلت في الماضي، وما فعلت معه أيضا، علما بأنه لو عرف أني فعلت هذا مع أحد قبله سيتركني، وسأسقط من نظره بعدما احترمني عندما جعلته يتوب ويتقرب من الله، وأخاف لو تزوجته بدون أن أخبره على معصيتي هذه أكون إنسانة غشاشة ويكون حراما علي، علما بأن كتب كتابنا بعد فترة قصيرة، أجبني بالله عليك أأخبر خطيبي أم لا؟ وأريد منك كلاما يثبتني على توبتي، وأستحلفك بالله ألا تلومني على ما فعلت؛ لأني والله تبت وربنا الأعلم، وأن تكون رحيما بحالتي، الآن ولا تغلق أمامي الطريق، وتشق علي بما لا أقدر على فعله، وقل لي كلاما يعطيني أملا أكثر في الله؛ لأني يئست وأخاف أن يكون الله لم يقبل توبتي، وأشعر بالذنب وأبكي ليلا نهارا، ولا أعلم كيف فعلت هذه المعاصي، وأتمنى الموت كل يوم لشعوري بالذنب تجاه الله، وأترجاه أن يقبل توبتي، بالله عليك أعطني أملا في أن الله سيقبل توبتي، فأنا مصيري يتوقف على كلامك وفتواك لي، أنا يائسة جدا، وأتمنى الموت بسبب ندمي على معصيتي، أنا أعلم أني كنت إنسانة سيئة جدا، ولكني والله ندمت وأريد التوبة ولا أعلم هل سيقبل الله أم لا، أرجوك ساعدني وأعطني أملا، وقل لي: هل أخبر خطيبي وأفضح نفسي؟ أم أستر نفسي وأكتفي بالتوبة والسماح من الله، ولو سترت على نفسي هل أكون غششت خطيبي ويكون حراما على لو لم أخبره؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فيكفيك أن تتوبي من ذلك توبة نصوحا، وتبتعدي عن الرجال الأجانب عنك جهد الاستطاعة، وعليك أن تستري نفسك فلا تحدثي بذلك أحدا أبدا لا خاطبا ولا غيره، إلا أن الخطيب لو سألك عن ماضيك فاعتذري له عن الجواب ولا تكذبي عليه، واعملي أن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، وأن الله يعفو ويصفح والله سبحانه وتعالى يقبل التّوبة من الكافر والمسلم العاصي بفضله وإحسانه كما وعد في كتابه المجيد حيث قال:« وَهوَ الَّذي يَقْبَلُ التَّوبَةَ عَنْ عِبَادِه وَيَعْفُو عَن السَّيِّئاتِ»، قال الله تعالى: ((قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ الله إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)) [الزمر: 53].
وأسأل الله لك التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.