2015-02-14 • فتوى رقم 72078
السلام عليكم ورحمة الله
بارك الله فيك يا شيخنا، وجزاك عنا خير الجزاء.
أصيب والدي -ألبسه الله لباس العافية- قبل نحو سنة ببقع داكنة في الدماغ، وهو ما قرره الأطباء بجلطة صغيرة جدا، وقد لاحظنا في البيت أنه لم يعد مثل الأول، بمعنى أنه ينسى كثيرا، ويتخيل أشياء لم تحصل تحت تأثير العلاج، بالإضافة إلى تصرفات غريبة أخرى، عدا ضعف سمعه، والذي لازمه منذ فترة طويلة وأثر على مدى إدراكه وحكمه على الأمور، ونحن لا نستطيع القول بأن عقله ذهب، إلا أن تحكمه وإدراكه تضرر كثيرا، وقد لاحظنا أنه يذهب مع السائق ليصرف مالا من البنك، وبمبالغ كبيرة، تختفي في غضون أيام، هذا عدا أنه يعطي السائق ليسحب له، والذي لاحظنا من كشوفات حسابه وجود عمليات مريبة، وقد اتصل بنا البنك مؤخرا مستنجدين وطالبين منا أن يشرف على أموره المالية أحدنا؛ لأنهم متخوفون جدا من سلوك الوالد (أنا أو أخي الأصغر، وكلانا في الثلاثينيات من العمر ومتزوجون ولله الحمد)، وقد قمت بذلك بعد استشارة إخوتي والوالدة حفظها الله، والتي أيدتني للحفاظ على ماله من السرقة والضياع، وقد تم اعتمادي على أموال الوالد بإعطائي حقا حصريا بالإشراف عليها، وذلك بعد حضوري والوالد لإدارة البنك وأخذ الإذن منه (الوالد) بعد جهد جهيد لإقناعه، وبحمد الله تم ذلك، وأخبرت الوالد أنني خادمه المطيع بالنسبة لأمواله، وأنه يستطيع أن يسحب عن طريقي والله شهيدي أنني لن ولم أتأخر عليه، شاهدنا في الموضوع، أن الوالد وللأسف بدأ يفكر بأنني متآمر مع الوالدة ضده، وبأنني حرمته من أمواله، يعلم الله يا شيحنا أن رصيد السحب لديه منذ تولينا الإشراف عليه في زيادة، ولم تكن هذه الزيادة موجودة بأي شكل قبل هذا الإجراء، ويعلم الله أنني لم ألمس ريالا واحدا من ماله، فعندي ما يكفيني ولله الحمد، وغايتي هي الحفاظ على ماله، وعلى نفسه من الخطر، لكيلا يطمع أحد فيه، وهو يعلم أنه يحمل أموالا ويسير بها وعمره فوق السبعين، الحمد لله يا شيخي أحاول قدر الإمكان بفضل الله أن أكون ابنا بارا بوالدي، وتحملت وما زلت أتحمل الكثير، وأجد والله في ذلك حلاوة، إلا أنني أردت أن تنيرنا بعلمك ورأيك في هذه المسألة، فهل علي شيء؟ وإذا توفي الوالد -لا قدر الله- هل سيحسب أنه مات غضبانا علي؟
أفيدونا أفادكم الله.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا إثم عليك في ذلك ولا حرج، واجتهد في بر أبيك والإحسان إليه والتقرب منه، ولا إثم عليك فيما يعتقد أبوك، وأسأل الله لك التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.