2015-02-14 • فتوى رقم 72081
سؤالي لحضرتكم: أنا الآن طالب في الجامعة، وأعجبت بفتاة، وهي أيضا أعجبت بي، ونحن في قسم واحد بنفس الكلية، ولكن نحن اتفقنا أنني لا أتحدث معها في الكلية تماما، ولا آخذ رقم هاتفها أيضا، ولا حتى أتحدث عن طريق الفيس بوك، أنا أخبرت أسرتي بهذه الفتاة، وهي أيضا أخبرت أهلها بي، وأختي تتحدث معها شبهه يوميا، وأنا قد قابلت والدتها، وتحدثت معها، وأخبرتها بظروفي وبوضعي، وأنني جاد جدا في كلامي، وأنني أرغب في الزواج من ابنتها، ولكن بعد انتهاء فترة الكلية، وهي قبلت ذلك، والآن نحن في الكلية لا نتحدث سويا، وحتى إذا رأينا بعضنا في الكلية كل واحد يسلك طريقا غير الآخر، حتى نتجنب الفتن، وأيضا إذا اجتمعت لشيء ما مع مجموعة من زملائي وهي جاءت معنا حتى ننجز شيئا طلبه الدكاترة منا لا أنظر إليها، وأبعد تماما عنها، وإذا أردت أن أعطيها ورقة أنا أسلمها لأحد من زميلاتها، وهي ترسل لها كل هذا، وأيضا لا أتحدث معها على الفيس، وعندما أريد أن أوصل شيئا ما لها، أخبر أختي وهي تتحدث معها وتخبرها بما أريد، وأيضا هي كذلك إذا أرادات شيئا ما تخبر أختي، ثم أختي تخبرني، الآن أنا أريد الاطمئنان عليها في الدراسة، وأيضا في أشياء يطلبها الدكاترة، وأنا أريد أن أكون معها، وأطمئن عليها، فأنا الآن أتحدث معها على الفيس على أحوال الدراسة، وأيضا أطمئن عليها في اليوم، ولكن أنا أريد أن أعرف هل هذا فيه شيء يغضب الله، أو شيء خطأ؟ لأنني أشعر أنني أفعل شيئا يغضب الله بالرغم أننا لا نتكلم في أشياء خارجة، ولا نريد صحبة، ولا صداقة، نحن أرقى من ذلك، وأهلي يعرفونها، وأهلها يعرفونني جيدا، ولكن حتى الآن لا يوجد رابط شرعي بيننا، مثلا: الخطوبة أو الزواج، فأنا أريد أن أعرف هل حديثي معها الآن فيه شيء يغضب الله؟ وهل أتوقف عن محادثتها في الفيس حتى ننجز ما طلبه الدكاترة؟ وأن أتوقف أن أطمئن عليها أم أكمل وهذا لا يكون فيه إغضاب لله عز وجل؟ وطالما حديثنا في إطار بحدود كبيرة، فليس عليه شيء من الحرام؟ أنا أريد أن أعرف وأنا والله أنا وهي لا نريد صحبة، ولا زمالة، ولا نتحدث في أشياء إلا بحدودنا، فهل أكمل كلامي معها والاطمئنان عليها، أم أبتعد عنها، وذلك لأن الحديث ذلك حرام ويغضب الله؟
وشكرا لكم.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالحديث بين الجنسين (ولو صوتاً أو كتابة عبر أي وسيلة) ممنوع لخطورته مهما كانت النيات طيبة، لأن له انعكاسات خطيرة تتسلل للنفس مع نزعات إبليس، فيجب تجنبها، إلا في حدود الضرورة وبكامل الحجاب والأدب وأمام الأهل وعلى مسمع منهم، ولا أرى أن هذا من باب الضرورة، بل هذا من تسويل الشيطان ومكائده، فعليك أن تتوقف عن محادثتها فورا، وأسأل الله لك التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.