2015-02-21 • فتوى رقم 72239
السلام عليكم
أريد أن أسأل عن سورة الملك، أعلم أنها منجية من عذاب القبر لمن يقرأها، لكن هل يمكن قراءتها للميت وإهداء ثوابها له؟ وهل في هذه الحالة ستكون منجية له من عذاب القبر أم لا؟ فأنا أريد أن أقرأها لجدتي رحمها الله، فهي كانت أمية، وأنا حاليا أواظب على قراءتها لنفسي، وكنت أتساءل هل إن قراتها بنية أنها لها، هل يمكن أن تنفعها وتكون لها مانعة ومنجية من أي عذاب في القبر رحمها الله تعالى؟
جزاكم الله خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فقد ورد في فضل سورة الملك ما أخرجه الترمذي وأبو داود عن أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قالَ: (إِنّ سُورَةً مِنَ القُرْآنِ ثَلاَثُونَ آيَةً شَفَعَتْ لِرَجُلٍ حَتّى غُفِرَ لَهُ، وَهِيَ سورة تَبَارَكَ الّذِي بِيَدِهِ المُلْك).
وأخرج الترمذي عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: ضرب بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم خباءه على قبر، وهو لا يحسب أنه قبر، فإذا فيه إنسان يقرأ سورة تبارك الذي بيده الملك حتى ختمها، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إني ضربت خبائي على قبر وأنا لا أحسب أنه قبر، فإذا فيه إنسان يقرأ سورة تبارك الملك حتى ختمها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هي المانعة، هي المنجية، تنجيه من عذاب القبر).
والنوافل كلها دون تحديد شيء منها على وجه الخصوص لا بأس بإهداء ثوابها للأحياء أو الأموات، ويجوز لدى جماهير الفقهاء للإنسان أن يتصدق على الفقراء والمساكين ويهدي ثوابها إلى من شاء من الأموات أو الأحياء من أقاربه وغيرهم على سواء، ولا ينقص ذلك من أجره هو شيء إن شاء الله تعالى، سواء في ذلك الصدقة العادية أو الصدقة الجارية، ومثل ذلك قراءة القرآن الكريم على روحه وكل الطاعات النافلة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.