2015-03-02 • فتوى رقم 72400
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا طالب في الجامعة، وقد دخلت الكلية بالغش، أي لولا أني قد غششت ما استطعت دخول الكلية، وأنا الآن تائب من الغش، ولكن
1. الكلية تقبل 200 طالب فقط، وقد حدث خطأ ما وقبلت الكلية 400 طالب هذا العام، أي ضعف العدد، وبالتالي لا أظن أني ظلمت أحدا أو أخذت مكان أحد داخل الكلية، ولكن يوجد احتمال أني أخذت مكان أحدهم حقا، وإن كان كذلك فكيف أتحلل من تلك المظلمة؟ وهل على ترك الكلية؟ أم إن توبتي من الغش تجعل مجموعي صحيحا وكأني لم أغش، وبالتالي لي حق التنافس على مكان في الكلية؟
2. نحن داخل الكلية تم تقسيمنا أبجديا على عدة مجموعات، ولكل مجموعة أستاذها الخاص، وأنا تم وضعي في مجموعة يدرسها أفضل أستاذ في القسم، بشهادة الجميع، ومن المفترض أن يسعدني ذلك، ولكن العكس تماما، فأنا حتى وإن لم أظلم أحدا في دخول الكلية فقد ظلمت أحد زملائي بوجودي في هذه المجموعة؛ لأني دخلت الكلية بالغش، ولو لم أكن موجودا لكان أحد زملائي دخل هذه المجموعة مكاني، ونال فرصة التعلم من ذلك الأستاذ، وبالتالي أنا أخذت مكانه وحقه في التعلم من هذا الأستاذ، فهل ما أفكر فيه صحيحا أم خطأ؟ فهذه التقسيمة ليس لي يد فيها، فكل أستاذ يختار مجموعة عشوائيا، وهل علي طلب نقلي إلى مجموعة أخرى أم لا؟ وإن كان ذلك يزيد الأمور تعقيدا ماذا أفعل؟ أم إن كل هذه وساوس يجب الابتعاد عنها؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالغش محرم بكل أشكاله مهما كانت مبرراته، لإطلاق حديث النبي صلى الله تعالى عليه وسلم: (مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنِّا) رواه مسلم في صحيحه، فتجب التوبة إلى الله تعالى والاستغفار والندم على الغش، ولك إعادة امتحانات الثانوية العامة، ثم إن كانت النتيجة تخولك الفرع الذي أنت فيه، فذلك يكفيك إن شاء الله تعالى، وعندئذ تستمر في دراستك.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.