2015-03-03 • فتوى رقم 72412
من ينهض إلى الركعة معتمدا على ركبتيه كما هو مذهب الحنفية والحنابلة، هل ينبغي له تلقائيا لذلك أن يبدأ في سجوده بركبتيه ثم يديه؟ لأن الفقهاء الذين قالوا بالاعتماد على الركبتين في النهوض إنما قالوا بالبداءة بالركبة قبل اليد في السجود حتى لا يخالف إجماع المذاهب، أم يصح أن يسجد على يديه أولا وإن كان يعتمد على ركبتيه في السجود؟ ما هو الصحيح فعله في هذه المسألة؛ لئلا يخالف المذاهب الفقهية، ويصيب السنة الصحيحة؟
جزاكم الله خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فذهب جمهور الفقهاء إلى أنّه يسنّ عند الهويّ إلى السّجود أن يضع المصلّي ركبتيه أوّلاً، ثمّ يديه، ثمّ جبهته وأنفه، إذا استطاع ذلك، وذهب المالكيّة إلى ندب تقديم اليدين عند الهُويِّ إلى السّجود، وتأخيرهما عند القيام.
وعند النهوض من السجود يسن أن يرفع جبهته أولاً ثم يديه ثم ركبتيه، قال الحنابلة: إلا أن يشق عليه الاعتماد على ركبتيه؛ لكبر أو ضعف أو مرض، أو سمن ونحوه، فيعتمد بالأرض وذهب الشافعية إلى أنه يسن أن يعتمد في قيامه من السجود على يديه مبسوطتين على الأرض؛ لأنه أبلغ خشوعاً وتواضعاً، وأعون للمصلي، وسواء في ذلك القوي والضعيف.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.