2015-03-03 • فتوى رقم 72420
فضيلة الشيخ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أساء إلي أحد الزملاء، ثم أنكر، واتهمني بأني كاذب في ادعائي عليه، وأن هذه الإساء لا يمكن أن تصدر منه، فطلبت منه أن يحلف، فحلف ويديه على القران، وقال: أقسم بالله العظيم الذي له الأسماء الحسنى أني لا أتذكر أني فعلت كذا، أو قلت كذا، فاعترضت عليه، وطلبت منه أن يحلف بلفظ لم أفعل، ولم أقل، وألا يستخدم لفظ لا أتذكر، فرفض، وحلف أنه لا يتذكر، وقلت له: إن الحلف أمره عظيم، ويهلكه في الدنيا قبل الآخرة، وأن الله سيحكم بيننا، فأجابني: أنه حلف إنه لا يتذكر ولم يحلف أنه لم يفعل، فضيلة الشيخ هل اليمين بهذا اللفظ صحيحة وتنعقد بلفظ لا أتذكر؟ لأن هذا الشخص سبق وأن أساء إلي أيضا، وحلف ويديه على القرآن أنه لا يتذكر إساءته، وصدقت يمينه، إلا أني تعجبت من جرأته على الحلف والقرآن كل مرهة بلا خوف ولا رهبة، إلا أن وجده في كتاب الإيمان والنذر للبخاري أن اليمين لا تنعقد على ما كان مرجوحاً، تنحل إذا تعلقت براجح ثم صار مرجوحاً، ولو عاد إلى الرجحان لم تعد اليمين بعد انحلالها على الأقوى، هل يصح للمسلم أن يحلف بالله أنه لا يتذكر أنه فعل كذا أو قال كذا وهو كاذب ومتذكر ومتعمد الكذب؟ ولا يقع في اليمين الغموس لأنه استخدم لفظ لا أتذكر؟ فلفظ لا أتذكر من الألفاظ المرجوحة والتي تحتمل معنيين، أرجوا من فضيلتكم توضح الأمر لأنه ترتب ظلم لي، واتهامي بالكذب بالباطل جراء هذه اليمين الكاذبة.
وجزاكم الله الخير.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإن كان فعلا لا يتذكر أنه فعل كذا عند الحلف، فلا إثم عليه في هذا الحلف، لأنه صادق في عدم تذكره، وإن كان يتذكر أنه فعل كذا، وحلف أنه لا يتذكر ذلك، فهذه اليمين الغموس، وقد حذر الله تعالى من الكذب في الأيمان فقال : ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً أُوْلَـئِكَ لاَ خَلاَقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [آل عمران:77].
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.