2015-03-05 • فتوى رقم 72454
ورد حديث فيما معناه أن المرء قد يتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالاً فيسخط الله عليه وتهوي به الكلمة إلى نار جهنم، فهل يفهم من هذا الحديث أن على المرء حفظ لسانه وأن يصونه قبل أن يتكلم؟ أم أن له معنى آخر؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فيفهم منه وجوب الابتعاد عن المحرمات التي يقع بها اللسان كالغيبة والنميمة وزرع الفتن بالناس، مع الإقلال من الحديث فيما لا يعني المرء، فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت) رواه البخاري ومسلم.
وأخرج الترمذي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، فأصبحت يوما قريبا منه ونحن نسير، فقلت: يا رسول الله، أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار. قال: (لقد سألتني عن عظيم، وإنه ليسير على من يسره الله عليه؛ تعبد الله ولا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت) ثم قال: (ألا أدلك على أبواب الخير؟ الصوم جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما تطفئ الماء النار، وصلاة الرجل من جوف الليل) قال: ثم تلا: ﴿تتجافى جنوبهم عن المضاجع﴾ حتى بلغ ﴿يعملون﴾، ثم قال: (ألا أخبرك برأس الأمر كله، وعموده، وذروته، وسنامه؟) قلت: بلى يا نبي الله، فأخذ بلسانه قال: (كفّ عليك هذا)، فقلت: يا نبي الله وإنا لمؤاخذون مما نتكلم به؟! فقال: ( ثكلتك أمك يا معاذ؛ وهل يكب الناس في النار على وجوههم -أو على مناخرهم- إلا حصائد ألسنتهم) أخرجه الترمذي وابن ماجه.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.