2015-03-05 • فتوى رقم 72456
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طلق أبي أمي بعد ثمان وثلاثين سنة زواج، وهي تأمرنا بمقاطعته؛ لأنه كما تقول ظلمها بهذا الطلاق، وهي كل ما تتصل بنا تدعو عليه بالغضب، والسخط من الله، وضياع المال، وعدم الراحة، وتدعو علينا الله يغضب على من يتصل به منكم، وتقول سأذهب إلى مكة وأدعو عليه، وأدعو على من يتصل به. حاولنا إقناعها أكثر من مرة، فزادت بالدعاء على من يتصل به من أولاده وبناته، أو تقول: سأقاطعكم وأدعوا عليكم إذا اتصلتم به، وهي من معرفتنا لها ستفعل هذا، النصيحة لا تنفع معها مطلقا، لذا نضطر للكذب عليها؛ لأن أمي ليست معصومة من الخطأ، فهي كثيرة العراك، والحقيقة نحن نخاف من دعوتها علينا، فماذا نفعل؟ أنا أتصل به دون علمها، وكلما تتصل تسألني أن أقسم بالله أني لا أتصل به، وأفعل؟ وقد بدأت أمرض وأرى كوابيسا، فهل دعائها يستجاب؟ وإذا كان يستجاب فما ذنبنا نحن؟ وكما نعلم فإن لله ساعات استجابة.
حزاكم الله خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلكم أن تصلوا والدكم وتتصلوا به دون علمها، وعليكم الاستعانة بالتعريض وتجنبوا الكذب، والتعريض هو الكلام الموهم المحتمل لأكثر من معنى، ودعاء الوالدين على أولادهم أو غضبهم عليهم بغير حق لا يجوز، والدعاء بغير حق لا يستجيب الله له إن شاء الله تعالى كما في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم) أخرجه مسلم.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.